تربية الخيول في مرتفعات القصرين... الشعانبي يصنع الأبطال أيضا
"نجحت خيول اسطبلات جبل الشعانبي في تحقيق نتائج هامة في السباقات. 'كلاتوس الشعانبي' مثلا، لم يخسر في أي سباق سنة 2020، وتم اختياره أحسن حصان في تونس، و'ابنة الشعانبي' أيضا كانت متميزة''... هكذا افتتح مصدق سايحي، مربي خيول، حديثه مع موزاييك، في المكان الذي خصصه لتربية الخيول العربية الأصيلة، في جبل الشعانبي.
ففي ولاية القصرين يُربَّى الحصان العربي الأصيل والحصان البربري والأنقليزي، خصوصا جنوب الولاية، رغم تشكيات المربين من تهميش القطاع ومن غلاء الأعلاف.
يقول مصدّق "إن تونس تنتج أجود الخيول العربية، والقصرين تنتج أقواها، بسبب ارتفاع الجهة عن سطح البحر بما يتراوح بين 700 متر و1000 متر، وهو ما يساعد الخيول على العيش والتدريب في مرتفعات يقل فيها الأكسجين، وتجد نفسها جاهزة في مناطق منخفضة عن سطح البحر".
تتبع الفرس "كينايا"، مربيها "مصدّق" داخل الاسطبل، في جبل الشعانبي، أثناء جولتها المسائية، ويتبعهما مُهرها الصغير، وحولهم تتجمع خيول عربية أصيلة أخرى. يداعبها "مصدّق" برفق، ويذكّر بسلالتها قائلا:"إن 'كينايا' هي سليلة بطل عالمي فاز بسباقات خيول كثيرة في فرنسا، واسمه "مجد العرب"، وهذا المهر ابنها، أتمنى أن يكون لهما مستقبل جيّد مثل من سبقهما في المرور باسطبلات الشعانبي".
العلاقة بين "مصدق" وخيوله تتجاوز تربية أو امتلاك خيول للمشاركة بها في السباقات، بل هي علاقة شغف منذ الصغر. يقول من خلف فَرسه ومُهره:"وإن تم التخفيض من عدد الخيول في الاسطبل، بسبب غلاء العلف أو غيره، فلن أتراجع عن تربيتها، هي حكاية شغف ورثتها عن والدي منذ الصغر..."
المكان الذي تكسوه حركات الخيول عشية كل يوم، جمع بين وفاء الخيل لمربيها، وأخلاق الفرسان في معاملة الناس لها. ولكل جواد وفرس هنا، في الإسطبل، المحاط بالجبل من كل جوانبه، اسم، كل الأسماء مرتبطة بالشعانبي ومكوناته، وكأن "خيول الشعانبي" المتوجة ببطولات كثيرة قد أخذت من الجبل، مع اسمه، حسنه وصبره وصلابته.
برهان اليحياوي