جندوبة: غابة الزعتر مهددة بالانقراض ومربو النحل يتذمرون..
عبر عدد من مربي النحل بجهة جندوبة عن استيائهم و استغرابهم من تنامي ظاهرة القص و الجني العشوائي لأعشاب الزعتر بالمناطق الجبلية حيث مراعي النحل و التي انطلقت مع بداية شهر جوان و هو ما من شأنه أن يقلص من مساحات رعي النحل و من حقول الزعتر الممتدة بغابات جندوبة على أكثر من 7 آلاف هكتار.
و قال مربي النحل الطيب الشارني أن ما تشهده حقول الزعتر بعدة مناطق من جهة جندوبة من زحف يومي للمواطنين قصد جني الزعتر يعد سابقة خطيرة تهدد القطاع و تضرب جودة العسل، فغابات الزعتر التي تتفتح أزهارها مع بداية شهر جوان تشهد قصا عشوائيا و اقتلاعا للنبتة بجذورها وهو ما يهدد تواجدها و يؤدي لانقراض هذه النبتة ذات الاستعمالات الطبية الهامة و المتعددة و كذلك موطن رعي النحل و تساهم في جودة مادة العسل.
وأضاف الشارني أنه بجبل شارن الذي فيه غابة للزعتر و الذي يتواجد فيه نحله و نحل حوالي 30 نحالا ب 1500 ظرف نحل حيث الغابة التي تمتد على مساحة تناهز ألف هكتار و تصنف من أفضل و أجود غابات الزعتر تتوافد يوميا عشرات السيارات من مختلف جهات الولاية و الولايات المجاورة ويقتلعون الزعتر، وهو ما سيؤدي إلى انقراض هذا الغطاء النباتي الهام لرحيق النحل كما انقرضت سابقا غابة الاكليل في نفس الجبل.
وختم الطيب الشارني بالتأكيد على أنه تم الاتصال بمصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة ومصالح الغابات للتدخل و وضع حد لهذا الاستغلال العشوائي للغابة.
ويذكر أن عملية جمع عشب الزعتر بالمناطق الجبلية الغابية تنطلق منذ شهر جوان لتتواصل كامل الصيف حيث تتنقل يوميا وعلى مسافة كيلومترات عديد العائلات القاطنة بالمناطق الغابية التي يتميز غطاؤها النباتي بوجود نبتة الزعتر التلقائية و التي يتم قص أزهارها و أوراقها و نقلها نحو المنازل أين يتم التخلص من الأغصان و الجذور و الاحتفاظ بالأوراق و الأزهار ليتم تجميعها في أكياس و بيعها للباعة المتنقلين و يصل سعر العير( أداة كيل الحبوب ) إلی 10 دنانير تكون مورد رزق لعديد العائلات.
و تختص عديد الجهات من معتمدية جندوبة ك : الجواهرية - القنارة - عين القصير - شارن و كذلك مناطق عديدة من معتمدية بلطة بوعوان و معتمدية عين دراهم و بني مطير فرنانة بوجود غابة هامة من الزعتر توفر لقمة عيش لعديد العائلات الريفية و تكون مراعي للنحل حيث يكتري مربو النحل من أبناء الجهة و خارجها مساحات غابية لرعي نحلهم و وضع ظروف التربية ( اجباح النحل ) وسط الغابة بما يوفر عسلا بيولوحي عالي الجودة .
و قطاع تربية النحل يعد هاما بجهة جندوبة و الذي يضم أكثر من 500 مربي نحل و أهميته دفعت في نوفمبر 2022 إلى تركيز قطب لتطوير وتنمية منظومة قطاع النحل بولاية جندوبة " و هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الاوروبي بقيمة 1,583 مليون دينار .
و يأتي هذا المشروع في اطار المبادرة الجهوية لدعم التنمية الجهوية المستدامة و يهدف الى دعم و تطوير و جودة منتجات النحل و تثمين منتوجات هذه المنظومة الحيوية بالجهة و الجديد في المشروع انه سيهتم بالمنظومة كسلسلة كاملة من خلال الانتاج و التسويق و التعليب و تحليل موارد منتجات النحل و تثمين باقي منتجات النحل كالقطمير و الشمع و حبوب اللقاح ليكون تثمينه ليصبح مورد رزق للفلاح .
كما يهدف المشروع لدعم قدرات المنتجين و الزيادة في عددهم و خلق مواطن شغل جديد في علاقة مباشرة و عرضية بالقطاع .
*عبد الكريم السلطاني