جربة: معبد الغريبة يستعيد زوّاره بعد سنتين من قيود كورونا
يستعيد معبد الغريبة في جربة بداية من 14 ماي القادم،( اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي)،زوّاره، وذلك بعد عامين من التوقّف بسبب قيود جائحة كورونا والإجراءات الصحية، والاكتفاء بعدد محدود من الزائرين المحليين طيلة تلك المدة.
ويرتدي المعبد حلة جديدة بالمناسبة من خلال عمليات الترميم والصيانة والتهيئة التي تواصلت، وفق تصريح رئيس جمعية معبد الغريبة بيريز الطرابلسي لــ(وات)، منذ سبعة أشهر بصفة مسترسلة لتحسين البنية التحتية للمعبد ، وتحسين ظروف استقبال الزوار، وذلك بمجهودات خاصة ، وفي غياب دعم وزارتي الشؤون الدينية والسياحة هذه السنة.
ووسط توقعات باستقبال حوالي 5 الاف زائر، أغلبهم من يهود فرنسا وإيطاليا والمغرب ويهود تونس بالخارج، تتواصل الزيارة إلى غاية يوم 22 ماي، في تاريخ ، اعتبره الأفضل هذا الموسم، بعد تجاوز فترة تزامن زيارة الغريبة مع شهر رمضان ، والتي تحدث مرة كل 33 سنة ، لمدة ثلاث سنوات متتالية، كانت آخرها سنوات (2019 -2021)،وقبلها في (1985 -1987).
وأشار بيريز إلى أن تزامن الزيارة مع شهر رمضان سنوات ، والذي عايشه ثلاث مرات منذ إشرافه على المعبد في سنّ 13 عاما، لم يثر إشكالا سوى في تقاليد الزيارة القائمة على المأكولات والمشروبات التي توزع على الزوّار، في الوقت الذي يكون فيه المسلمون صائمين، وهو أمر غير محبّذ لديه لكن للضرورة أحكامها.
وكرمز للتعايش السلمي والانفتاح على الآخر، يضفي كنيس الغريبة بطابعه الهندسي المعماري المأخوذ من الموروث الأندلسي ، وبالاقبال الكبير عليه من التونسيين طيلة العام، وخلال الزيارة السنوية، كوجهة سياحية ثقافية، حركية خاصة على مدينة جربة وديناميكية اقتصادية تنعكس إيجابيا على المنطقة.
كما تكتسي مختلف طقوس الزيارة ببعد تذكاري وبتكريس الهوّية ، خاصة لليهود التونسيين الذين اختاروا الاستقرار خارج تونس ( أوروبا والشرق الأوسط) خلال القرن العشرين.
وأضاف بيريز الطرابلسي أنّ الحدث سيكون فرصة لدعم السياحة الثقافية، ولمواكبة أنشطة الزيارة المتنوعة ، التي فيها يقوم اليهود باحتفالات "الهيلولة"، بإقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على مباركة من الحاخامات، وذبح الخرفان كقرابين، وتناول المشروب الروحي "البوخا" المستخرج من ثمار التين، والذي يختص بصناعته يهود تونس دون سواهم.
وسيكون أيضا فضاء لتبادل الثقافات، ولتجسيد روح التعايش والسلام ولإثبات مجدّدا أن يهود جربة هم جزء من هذا الوطن، وان الزيارة وان توقفت تحت اي ظرف، فهي تستانف وتعود بروح جديدة، مؤكدا ان توقف الزيارة بمعبد الغريبة، لم يكن الاول بسبب جائحة كورونا في العامين الماضيين بل توقفت سابقا من 1982 الى 1991 (بعد حرب الخليج، ثم 1985 الى 1986، ثم2011 .
يشار الى ان معبد الغريبة أدرج ضمن 31 موقعا ومعلما التي تمّ تضمينها بملفّ إدراج جزيرة جربة في التراث العالمي والذي أعلن مؤحّرا عن قبوله الفني من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والذي سيكون جسرا لتثمين إرث جربة التاريخي الخالد، ومخزونها التراثي والحضاري.
*وات