محمد علي السويسي: على الصحفي إتقان الذكاء الاصطناعي مع الحذر
اعتبر الصحفي المختص في التكنولوجيا الرقمية محمد علي السويسي اليوم الخميس 20 فيفري 2025 أن الصحفي أصبح "مُجبراً على إتقان استعمال الذكاء الاصطناعي دون أن يمنحه ثقته".
مسألة حياتيّة
وقال السويسي في تصريح إعلامي على هامش محاضرة ألقاها بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار، عنوانها "استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحافة والاتصال.. التقنيات والمحاذير"، إنّ التطرق إلى الذكاء الاصطناعي بالنسبة للصحافة أصبحت مسألة حياتية نظرا للتغيرات التي أحدثها بشكل سريع في مجال الصحافة والإعلام بصفة عامة.
كما اعتبر أنّ الذكاء الاصطناعي، سرّع في تغيير العديد من الأبجديات في مهنة الصحافة، "وجعلنا نعيد طرح العديد من الأسئلة التي كنا نعتبرها من المسلمات، فالصحفي اليوم يعتمد على أخلاقيات المهنة التي ينظمها الميثاق الصادر منذ سنة 1971"، وفق تعبيره.
رجّة في ميدان الصحافة
وبيّن السويسي أن الذكاء الاصطناعي أحدث تغير كبير تقني وتكنولوجي و"رجة بالنسبة للصحافة وجعلنا نطرح مسألة أخلاقية بأسئلة جديدة، خاصة فيما يتعلق بما مدى حرية الصحفي الذي يستعمل هذه الوسائل التكنولوجية وخاصة الذكاء الاصطناعي وما هي حدود ذلك وأين تقف مسؤولية الصحفي وما هي مخاطرها"، وفق قوله.
وأضاف أنه في ظل التغير التكنولوجي والتقني والتحول الرقمي، أصبح الصحفي مُجبراً على أن يكون مُلماً باستعمالات الذكاء الاصطناعي في حدود معينة، لكنه يجب أن يكون واعيا بأنه لا يجب أن تصبح هذه التكنولوجيا تتحكم في عمله، وفق تقديره.
الذكاء الاصطناعي لن يعوض الإنسان
وأكد السويسي أنّ آخر الدراسات تعتبر أن استعمالات الذكاء الاصطناعي غير متجهة نحو تعويض الإنسان، بل ستقتصر على تقويته وتعزز عمله من خلال استعمال الذكاء الاصطناعي بمسؤولية ودون استسهال ودون منحه أي ثقة باعتباره منحازا ويقوم بأخطاء كبيرة.
ودعا المؤسسات الصحفية إلى اقتناعها بضرورة المرور إلى التحول الرقمي الصحفي من خلال تكوين الصحفيين ومواكبة كل التطورات التكنولوجية ووضع استراتيجية واضحة لاستعمالات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن منظمة صحفيون بلا حدود أصدرت السنة الفارطة "ميثاق باريس" الذي ينظم أخلاقيات استعمالات الذكاء الاصطناعي بالنسبة للصحفيين.
خليل عماري