languageFrançais

محمد الجويلي: 'العنف العدمي' انتشر في الوسط الحضري التونسي

تحدّث الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، محمد الجويلي، خلال استضافته في برنامج "ميدي شو"، الخميس 25 أفريل 2024، عن ظواهر وأسباب العنف في المجتمع وسلوكيات الشباب التونسي في علاقة بالعنف الحضري.

وأوضح محمد الجويلي أنّ الوسط الحضري بدأ يشهد أشكالا جديدة من العنف، خاصّة ''العنف العدمي'' الذي لا توجد وراءه فكرة، وهم ذاتيات يدافعون عن هوية معيّنة، ومن الصعب التحاور معهم أو إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المنظومة، وفق تقديره.

واستدل ضيف "ميدي شو" في هذا السياق، بما حدث مؤخّرا من أحداث عنف دامي بين مجموعة من الشبّان من حيّين مختلفيْن في ضواحي العاصمة.

وتابع قائلا: "ما الذي يدفع شابا إلى لقتل صديقه لسبب تافه، ربّما من أجل سيجارة.. اعتقد أنّ المسافة بين الحدث والعنف والقتل أصبحت ضيّقة جدا.. وكأنّه أصبحت لنا علاقة حميمية مع الموت".

وأرجع المتحدّث ذلك أساسا إلى تقلّص دور "الوسائط"، على غرار العائلة والمؤسّسة التربوية، التي من المفترض أن تكون تلعب دورا مهما في هذا السياق.

كما تطرّق الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، محمد الجويلي إلى العنف في الوسط المدرسي، معتبرا أنّ عدم الرضاء عن المدرسة قد يؤدّي إلى العنف.

وأضاف الجويلي أنّ انعدام الثقة عادة ما يترجم في أشكال العنف الكبير، مؤكّدة على أنّ كلّ مؤسّسة تكسب شرعيتها من خلال جودة أدائها، "وهو ما بدأنا نفقده في جلّ مؤسّساتنا (التربوية، الصحيّة..)"، وفق قوله.

ومن أسباب العنف ذكر محمد الجويلي غياب الحوار والتفاعل، فضلا عن الفشل المدرسي، وخاصّة الفشل في الاندماج في المنظومة الاستهلاكية وهو ما يخلق الكبت والإحباط والمنافسة لدى الفرد.

ويُعرَّف العنف عموما بحسب علم الاجتماع على أنَّه "سلوك لا عقلاني يعود أصله إلى مركب من الميول والمصالح المتخاصمة، التي تُسبب إلى حد ما انحلال المجموعة نفسها، وأنَّه في كثير من الحالات سلوك قمعي ومتلازم مع عملية اختلال النظام".

ومن أنواع العنف المجتمعي، نذمر العنف الجسدي الذي يُعَدُّ من أشد أنواع العنف، إذ يتعرض فيه الضحايا للضرب والإيذاء الجسدي والقتل؛ مما يُلحق بهم أضراراً جسدية ونفسية جسيمة. والعنف اللفظي المعنوي الذي يتجسد في السب، والشتائم، والإهانة، والتنمر، والكلام البذيء والألفاظ غير اللائقة، ولا يمكن الاستهانة بنتائجه على الضحية؛ وذلك لأنَّه يُدمر ثقته بنفسه، ويُصاب بالخوف والخجل الاجتماعي والانطواء والاكتئاب. أمّا العنف الجنسي فيُعَدُّ من أبشع أنواع العنف الذي يتعرض له الإنسان، وذلك لأنَّه انتهاك لكرامة الإنسان، وجعله يعيش أسوأ تجربة نفسية على الإطلاق، ويجد صعوبةً بالغة في التخلص منها والعودة إلى حياته الطبيعية.