طارق عمارة:'شهدت مواجهات في عرض البحر بين مهاجرين وخفر السواحل'
"وراء كلّ مهاجر قصّة ووراء كلّ قارب حكاية.. رائحة الموت ترتفع، 230 جثّة في أيّام فقط، إنّها أرقام قياسية تُشير إلى حجم الكارثة والمأساة.."، بهذه العبارات استهل الصحفي في شبكة "رويترز"، طارق عمارة، خلال استضافته في برنامج "ميدي شو"، الاثنين 8 ماي 2023، حديثه عن مقاله ''رائحة الموت في صفاقس... تونس تواجه أكبر موجة هجرة باتجاه إيطاليا''.
وقال: "صور صادمة.. البحر يلفظ الجثث باستمرار، منها جثث أطفال.. اذكر أنّ إحداها لطفل لا يتجاوز عمره السبع سنوات.. وصفاقس تحوّلت للأسف إلى مقبرة، والبحر تحوّل لساحة حرب".
"ويُمكن القول إنّ غالبية المهاجرين هم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بعضهم قدم إلى تونس بنيّة الهجرة، ومنهم من دفعت بهم حملة السلطات التونسية ضدّهم، للتسريع بالهجرة".
وأضاف طارق عمارة أنّ "المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، لم يعدوا يعولون على التونسيين في تنظيم عمليات الهجرة غير النظامية، بل أصبحوا يعوّلون على أنفسهم، عبر اقتناء مراكب حديدية، تُصنع من قوالب حديدية، وهي مراكب موت مؤكّد".
وكشف ضيف "ميدي شو" أنّ الأرقام تُشير إلى حوالي 500 مفقود قبالة السواحل التونسية، منذ بداية العام الجاري (أربعة أشهر فقط).
فيما أوقف الحرس البحري ما يزيد عن 20 ألف شخص في البحر في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023، مقارنة بحوالي 3000 فقط في نفس الفترة من عام 2022 أيّ بزيادة حوالي ستّة أضعاف.
وأشار طارق عمارة إلى أنّ عمليات الهجرة غير النظامية أصبحت تنطلق في الفجر، قائلا إنّ "أغلب المهاجرين قالوا سنُعيدوا الكرّة".
"الخروج في الصباح يدلّ على التحدّي والإصرار.. إصرار غير عادي من المهاجرين للوصول، لقد شهدت مواجهات في عرض البحر بين مهاجرين وخفر السواحل."
كما نبّه طارق عمارة إلى أنّ الأرقام غير المسبوقة يطرح جملة من الأسئلة الحارقة، وقد بات على السلطات التسريع بإجابات فورية.
وتابع: "المعالجة لا يُمكن أن تكون أمنية فقط، وهنا نتساءل إن كانت تونس ستكتفي بحراسة حدود أوروبا.. أم ستدرس الحلول الممكنة لهذه الظاهرة".