languageFrançais

سمير بوعزيز: 'وزير الداخلية اقترح عدم تطبيق المرسوم 54 على الصحفيين..'

حلّ مسؤول المناصرة بشمال أفريقيا عن منظّمة "مراسلون بلا حدود"، سمير بوعزيز، ضيفا على برنامج "ميدي شو"، الأربعاء 3 ماي 2023، للحديث عن اليوم العالمي لحرية الصحافة، وأبرز المؤشّرات المعتمدة في تصنيف الدول لهذه السنة.

وأوضح سمير بوعزيز أنّ "مراسلون بلا حدود" هي منظّمة دولية، تشتغل على حرية الصحافة، وتُدافع عنها في كلّ بلدان العالم، وللمنظّمة موعيديْن سنويا، الأوّل خلال آخر كلّ سنة، لتقديم حصيلة الصحفيين المعتقلين أو الموقوفين أو المقتولين.. والموعد الثاني هو تقديم التصنيف العالمي لحرية الصحافة، والذي يُقدّم بتاريخ 3 ماي من كلّ عام، ويشمل 182 بلدا".

مراسلون بلا حدود تُطالب بإطلاق سراح نور الدين بوطار

وشدّد سمير بوعزيز على أنّ منظّمة "مراسلون بلا حدود"، تتبنّى قضية المدير العام لإذاعة "موزاييك"، الصحفي نور الدين بوطار.

وقال: "موقفنا واضح، نطالب بإطلاق سراح نور الدين بوطار، ورفع التتبّعات عنه.. أيّ مواطن مهما كانت صفته يُمكن أن يمثل أمام القضاء، ولكن بناءً على إجراءات تحترم التشريعات الوطنية التونسية، وما قدّمته هيئة الدفاع يُبيّن بشكل واضح أنّ هناك تجاوز، وأنّه يُمكن متابعة نور الدين بوطار في حالة سراح، والأخطر من ذلك الأسئلة المتعلّقة بالخطّ التحريري التي وُجهت له خلال استنطاقه..".

ونبّه بوعزيز إلى أنّ الصحفي نور الدين بوطار يقبع في السجن رغم جميع الأدلّة التي تبرؤُه.

وكشف بوعزيز أنّه هناك تخوّفات من وجود مخطّط ممنهج لضرب الحريات في تونس، قائلا: "المدّة طالت والرسائل وصلت بشكل متكرّر خاصّة من قبل الهياكل الوطنية ومنظّمات حقوق الإنسان.. لقد نبّهوا إلى أنّ هناك استهداف، وعلى السلطة مراجعة الأمور".

"فحوى لقاء مراسلون بلا حدود مع وزير الداخلية"

وعاد سمير بوعزيز على اللقاء الذي جمع وفدا عن "منظّمة مراسلون بلا حدود" بوزير الداخلية كمال الفقي، مشيرا إلى أنّ اللقاء كان بطلب من المنظّمة، في إطار سعيها للبحث عن الحوار داخل كلّ البلدان التي تشتغل فيها.

وقال: "كانت هناك صعوبات كبيرة للتواصل مع الحكومة الحالية في تونس، فتقريبا آخر مسؤول تونسي تعامل معنا بانفتاح كبير، كان الرئيس الراحل محمد الباجي قائد السبسي..".

وأضاف: "كمال الفقي قَبِل الدعوة، وكانت الحديث معه مطوّلا، لاطلاعه على جملة من القضايا، وقد تحدّثنا معه على المطالب التي نقترحها، من بينها مسألة الإطار التشريعي، وأيضا ضرورة إصلاح قطاع الإعلام بشكل عامّ، ثمّ إرساء حوار، لأنّنا نعتقد أنّ الحوار يجب أن يكون أساس مع المنظّمات المهنية المحلّية التي ندعمها، وهما النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجامعة الإعلام..".

وأوضح أنّه خلال الجلسة الأولى مع وزارة الداخلية، لم يكن بوسع "مراسلون بلا حدود" سوى المطالبة بالاستماع إلى مطالبها، وفي مرحلة القادمة قد تُرسل، جملة من المطالب إلى السلطة.

وكشف أنّه تمّت مناقشة الانتهاكات التي تُطال الصحفيين، التي جزء منها من الجهات الأمنية، مع وزير الداخلية.

وكشف سمير بوعزيز أنّه عند الحديث عن المرسوم عدد 54 الذي يُحاكم على معناه الصحفيين، تساءل وزير الداخلية "لمّا لا نُعفي الصحفيين من المرسوم عدد 54".

وشدّد بوعزيز على أنّه في الأصل يجب سحب المرسوم نظرا إلى أنّه يضرّ بحرية التعبير بصفة عامّة.

التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2023

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق لتاريخ اليوم 3 ماي 2023، أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تصنيفها السنوي لحرية الصحافة في دول العالم، وفقا لمؤشر حرية الصحافة العالمي. وسلطت النسخة الـ21 من التصنيف الضوء على التطورات التي يشهدها قطاع الإعلام، و"ما يصاحبها من عدم استقرار سياسي واجتماعي وتكنولوجي"، وفق تقرير المنظمة.

وبحسب التصنيف الذي يشمل 180 بلداً، فقد تبيّن أن الوضع جيد جداً في 8 دول، وجيد في 44 دولة، وإشكالي في 55 دولة، فيما أظهر التصنيف أنّ الوضع صعب في 42 دولة، وشديد الخطورة في 31 دولة. وللعام السابع على التوالي، حافظت النرويج على موقعها في الصدارة، وفقا للتصنيف.

وأوضح مسؤول المناصرة بشمال أفريقيا عن منظّمة "مراسلون بلا حدود"، سمير بوعزيز، أنّ التصنيف يقوم وفق 5 معايير، ويشمل كلّ المجالات بشكل عام (الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتشريعي والأمني).

أين تونس من حرية الصحافة..؟

تراجعت تونس 27 مركزا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، لتحلّ في المركز 121 من بين 180 دولة شملهم التصنيف. 

وأرجع سمير بوعزيز ذلك أساسا إلى المرسوم عدد 54، والخطاب العمومي للسلطة التي يُمثّلها رئيس الجمهورية تُجاه الصحفيين، وعدم حماية الصحفيين ضدّ التشهير، والمتابعات القضائية لهم، والتي كانت في المحكمة العسكرية على معنى المجلة الجزائية ومجلّة الاتّصالات..

وقال: "حماية الصحفيين ضرورة لحماية قطاع الصحافة.. الحقّ في المعلومة هو حقّ أساسي من حقوق الإنسان".

وأشار بوعزيز إلى أنّ "رئيس الجمهورية منذ سنة 2019، لم يتعامل مع الصحافة ويخلط بين الصحافة ومن يراهم "أعداء" دون أن يُحاول توجيه خطاب إيجابي".