الاتفاق مع صندوق النقد: كيف نعادل بين الإصلاحات والاستقرار الاجتماعي؟
متطلبات نجاح الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتحقيق المعادلة بين تنفيذ البرنامج الإصلاحي ومراعاة الوضع الاجتماعي التونسي، كان موضوع برنامج ميدي شو اليوم الخميس 20 أفريل 2023، مع الضيفين سمير الطرابلسي الأستاذ الجامعي في الحوكمة والمحاسبة بجامعة ''BROCK UNIVERSIT'' بكندا، وأيمن البوغانمي الأستاذ والباحث في الشؤون السياسية وتاريخ الاقتصاد.
أيمن البوغانمي: هذه المسائل مستحيل أن يتراجع عنها صندوق النقد
ورجّح أيمن البوغانمي أن ''الخطوة'' التي تحدث عنها صندوق النقد والذي طلب من تونس القيام بها من أجل الذهاب بالبرنامج إلى إجماع مجلس الإدارة هي ''توقيع الرئيس الجمهورية''.
وشدّد على أنّ التحكم في نفقات الدولة والتحكم في المنشآت العمومية ومراجعة كتلة الأجور هي مسائل مستحيل أن يتراجع عنها صندوق النقد الدولي وهي مبادئ أساسية لديه ولا يمكن أن يتصوّر إصلاحات دونها.
وقال: ''خيارات تونس غير واضحة وصندوق نقد لا يمكنه إمضاء اتفاق في الوقت الذي يستعمل فيه رئيس الجمهورية مصطلح ''إملاء'' لوصف شروط الصندوق وفي المقابل هناك حكومة تتفاعل إيجابيا معه.. الأمر محير بالنسبة له''.
ويرى أيمن بوغانمي أنّ السلطة الحالية فكرها الاقتصادي متناقض مع ''التفعيل والانجاز والذهاب في الإصلاحات'' و''السبب أنّ الحكومة المطلعة على صعوبة الوضع الاقتصادي لا تصارح ولا تبادر ولا تفسّر لرئيس الجمهورية هذه الحقيقة.
وقال: ''الحكومة التي تملك الدراسات والأرقام للأسف وزنها السياسي ضعيف جدا مقارنة بمن يملك السلطات الثلاث وهو رئيس الجمهورية الذي يتبنى طرحا يفيد بأن تونس بلد غني لكنه منهوب''.
من جانبه، اعتبر سمير الطرابلسي الأستاذ الجامعي في الحوكمة والمحاسبة بجامعة ''BROCK UNIVERSIT'' بكندا، أنّ صندوق النقد الدولي عبّر عن تفهّمه لخصوصيات المجتمع التونسي.
وقال: ''خلال اجتماعات الربيع تم التأكيد على ضرورة احترام خصوصية كل بلد وصندوق النقد الدولي شدّد على أهمية التكاتف وعدم التشتت بين البلدان الغنية والفقيرة خاصة بعد الحرب الأوكرانية''، متابعا: ''البنك الدولي وصندوق النقد يعملان على مساعدة الدول التي تعاني من صعوبات اقتصادية من أجل تجاوزها بأقل الأضرار مع المحافظة على السلم الاجتماعي''.
ولفت سمير الطرابلسي إلى أنّ السياسة النقدية والمالية لتونس معقدة، كما تعاني من مشكلة ''الانجاز والتفعيل والتجديد''.
أما بخصوص موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من شروط صندوق النقد والبرنامج المُقدّم من طرف الحكومة التونسية، قال ضيف ميدي شو إنّ الاتحاد لم يعبّر يوما عن رفضه لمنطق الإصلاحات بل الاختلاف يكمن في التفاصيل، داعيا في هذا الإطار الأطراف الاجتماعية إلى الجلوس والتوصّل إلى حلّ في أقرب وقت ممكن.
واعتبر أنّ تونس أمامها فرص لتحسين نموها خاصة عبر استغلال مكانتها الدولية: '' علاقة تونس بصندوق النقد عمرها 65 سنة كما عبرت جل البلدان الشقيقة والصديقة عن استعدادها لمساعدتها''.