العامري: ''هذا ما عشته خلال تغطية الحرب في أوكرانيا..''
الحرب ليست صورا تٌنشر، بل هي البشر والمآسي.. هي المشاهد المؤلمة التي تؤثّر فيك، هي الخوف والحذر والقوة في نفس الوقت.. عندما تكون المأساة على أشدّها، يظهر الجانب الإنساني للصحفي..
بهذه الكلمات، استهل الصحفي سيف الدين العامري، مبعوث قناة "سكاي نيوز" الناطقة بالعربية إلى أوكرانيا، حديثه عن تجربته في التغطية الصحفية للحرب في أوكرانيا.
الانطلاقة: من تونس إلى الحدود الروسية الأوكرانية..
انطلقت رحلة سيف الدين العامري إلى أوكرانيا، من تونس نحو فرنسا، فبوخارست ثمّ الحدود الروسية الأكورانية، سفرة استغرقت 7 ساعات، اعترضتهم خلالها عاصفتين ثلجيتين، ظروف لم تكن سهلة بالمرّة.
أوّل انطباع لسيف الدين العامري، حال وصوله إلى الحدود هو الحزن، أدرك في تلك اللحظة أنّ الحرب بدأت ومع ذلك هو مطالب بالتحلي بالشجاعة..
وقال ضيف "ميدي شو": "لقد رأيت مشاهد مؤلمة أثّرت فيّ، في آخر الأيام، بدأ القصف يقترب للمكان الذي كنت موجودا فيه، حتّى أنّ القناة طلبت منّا أن نرتدي الخوذة ونكون حذرين".
"الصحفي هو أيضا إنسان.."
محمول علينا التحلي بالشجاعة والحرفية، لكن قد ننسى أحيانا أنّ الصحفي هو في نهاية الأمر إنسان، وعندما تكون المأساة على أشدّها، يظهر الجانب الإنساني للصحفي، وفق قول العامري، الذي أكّد أنّ الصحافة يعتبرها البعض فنّ ورغبة وشغف، ولكن هي أيضا تقنيات تُمارس، على سبيل المثال يجب عليك أن تدرك جيّدا كي تقف ولا تدر ظهرك إلى الاشتباكات.. يجب أن تعرف جيّدا كيف تحمي نفسك، وأن تحرص على أنّ الصورة التي ستُبثّ يجب أن تحتوي على أركان القصّة الخبرية كاملة، فأنت أمام مآسي هذا صحيح.. لكن للمُشاهد الحقّ في الخبر..".
وأضاف العامري أنّ التكوين في اللغات يُساعد الصحفي على التواصل مع العالم.
"صحفي تُوفي بسبب خطأ مهني.."
وأوضح سيف الدين العامري أنّ الصحفي الأمريكي الذي تُوفي، خلال القصف الروسي، كان بسبب خطأ مهني.
وقال: "هناك قاعدة في الحروب أن لا يجب ما تصوير أو بثّ مباشر للمكان التي يتواجد فيه الجنود، لأنّ العدو يمكن أن يحدّد المكان ويقصف''.