languageFrançais

محجوبي: متى تضع الدولة سياسة واضحة للمخدرات عوض التعويل على هؤلاء؟

أشار المستشار المختص في تقليص المخاطر المتعلقة باستهلاك المخدرات عن طريق الحُقن بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا بلال محجوبي، في تصريح لموزاييك، الاثنين 13 ماي 2024، إلى أنّ هناك عدة انتقادات من الفاعلين في القطاع تتعلّق بالباب الرابع تحت عنوان وقاية وعلاج المدمنين على تعاطي المخدرات في ضمن قانون عدد 52 لسنة 1992 مؤرخ في 18 ماي 1992 في ظلّ التطورات التي بلغتها من عدة بحوث ومؤشّرات تمنحهم إمكانيات لوضع طرق تدخل جديدة ومنها ما تمّ إنجازه سنة 2021 وبرنامج الوطني لمكافحة السيدا.

وأبرز بلال محجوبي أنّ من بين نتائج هذه الدراسات هي أنّ نسبة الإصابة بنقص المناعة السيدا بمفعول استهلاك المخدرات بالحقن مرتفعة وخطيرة نوعا ما، موضّحا أنّ المشكل الحقيقي لم يعد متعلقا أساسا بنسب استهلاك المخدرات بكل أشكالها بقدر ما يتعلق بضرورة وعي الشباب بمحتويات كل نوعية ودرجات خطورتها.

نحو 9 ألاف شخص يستهلكون المخدرات عبر الحقن

وفي سياق متصل، أبرز أنّ دراسة أنجزت سنة 2009، بينت أنّ هناك نحو 9 ألاف شخص يستهلكون المخدرات عبر الحقن وأكثر الإصابات بمرض نقص المناعة السيدا ترتفع سنويا في صفوف هؤلاء من 2.4 بالمائة نسبة 2011 إلى 3.9 بالمائة سنة 2014 و6 بالمائة سنة 2018 ليبلغ العدد 8 بالمائة سنة 2021. كما يؤدي استهلاك المخدرات باستخدام الحقن لارتفاع الإصابات بالالتهاب الكبدي صنف C.

واستحضر نتائج مسح وطني شامل أنجز سنة 2014 لفئة شباب سنهم مابين 15 و24 سنة والذي بين أن نحو 13 بالمائة من عينة من ألفي شاب استهلكوا المخدرات لكن أغلبهم يعرفون مخاطرها بنسبة 79.5 بالمائة ومن بين هؤلاء من استهلك الأقراص المخدرة بنسبة 42.3 بالمائة وبنسبة 43.1 بالمائة استهلكوا مادة الكوكايين و24.3 بالمائة تعاطوا مادة  الهيرون إلاّ أنّه لم يتم الانتباه لمعرفة هذه الفئات بمخاطر هذه المخدرات وأخذها بعين الاعتبار في وضع الاستراتيجيات وفي البرامج التوعوية اليوم  لمقاومة هذه الظاهرة.

يجب الانتباه للمواد المخدرة الجديدة المهددة لحياة الشباب

وانتقد بلال محجوبي تعويل الدولة على الأشخاص والمجتمع المدني فقط في بعث نواة للعلاج من الإدمان بعدة جهات، معتبرا أنّه حان الوقت للخروج من مرحلة التعويل على المبادرات الفردية للأشخاص نحو وضع الدولة سياسة واضحة لهذا المشكل المجتمعي، حسب تصريحه خلال ورشة من تنظيم  الجمعية التونسية لمكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا حول تحديات تعاطي المخدرات ضمن إطار قانوني قمعي.

وأكّد أنّ الأخطر اليوم والذي يجب الانتباه له هو المواد المخدرة الجديدة المهددة لحياة الشباب الذين لا يعرفون مخاطرها أبرزها مايعرف بالـ CRACK COCAINE التي تستخرج من بقايا مادة الكوكايين  وهي أكثر سما وتخديرا إلى جانب تطور ممارسات الشباب المعرض لاستهلاك القنب الهندي  أو ما يعرف  بالزطلة هذه المادة التي أصبحت تضاف لها  مواد أخرى  حتى على مستوى جينات البذور الزراعية لهذه النبتة في العالم. 

هناء السلطاني