مصبات نفايات عشوائية ونقاط سوداء في القصرين تنتظر منذ عقود مصبا مراقبا
This browser does not support the video element.
"كل يوم تزداد النقاط السوداء في كل ولاية القصرين، مناطق خضراء تتحول فجأة لمصبات عشوائية للنفايات. الخطر البيئي يتفاقم في أحياء القصرين الشعبية، خصوصا، والأمر بات يقلق المواطن."، هكذا افتتح فاروق نصرلي، شاب من ولاية القصرين، حديثه، في تصريحه لموزاييك.
النصرلي ليس الوحيد الذي يشكى من تكدّس النفايات في عديد المصبات العشوائية، في القصرين. فهذه الظاهرة قد برزت في أغلب معتمديات الجهة، في مشكل مركّب قديم يتجدد في كل مناسبة.
يقول هيثم السايحي، شاب من القصرين، "لا يمكن للمواطن أن يحتفظ بالقمامة في بيته، وهذه المصبات التي تتواجد بكثرة، قد يضرم فيها النار للتخلص منها، مما يسبب مشاكل صحية وبيئية إضافية... على الهياكل المختصة أن تتدخل..".
ينتج كل فرد في القصرين 597 غرام من النفايات يوميا كمعدل في ولاية القصرين التي تنتج 81 ألف طن من النفايات سنويا، و1% فقط منها، فقط، تخضع للرسكلة، وفق ممثل وزارة البيئة بالقصرين ماجد الحقي.
وفي حديثه عن أهم مشاكل النظافة في الجهة، كشف الحقي عن غياب مصب مراقب في ولاية القصرين التي تضم 19 بلدية، إضافة إلى عدم وجود مخطط بلدي للتصرف في النفايات في كل البلديات في الجهة، مشددا على أن هذا المخطط يساعد على توفير رؤية واضحة لشراءات البلديات وللانتدابات، وتشخيصا دقيقا للوضع البيئي في كل بلدية.
وفي سياق متصل، فسّر الممثل الجهوي للبيئة بولاية القصرين أن النظافة تقوم على ثلاثة ركائز محورية تتلخص في الإدارة والمواد البشرية واللوجيستيك لرفع الفضلات، مستغربا من توفير الإمكانيات نفسها لبلديات مخصصة لـ 70 ألف ساكن، وأخرى مرجع نظر 7 آلاف ساكن، في الجهة، خصوصا وأن كمية النفايات مرتبطة بعدد السكان.
وفي حديثه عن أهم الحلول، قال الحقي "وجب التركيز على مشاريع الرسكلة، كل الفضلات قابلة للرسكلة وإعادة الاستغلال مما سيساهم في النظافة وفي التنمية."
وفي حديثه عن عملية النظافة في مختلف بلديات القصرين، بيّن رئيس المصلحة ببلدية القصرين محمد الطيب حقي، أن "دينامو" النظافة في أغلب البلديات يشكو نقصا، خصوصا في اليد العاملة المختصة، وفي قطع الغيار الخاصة بالمعدات، باعتبار الإمكانيات المالية للبلديات لا تسمح لها بالتخزين في مغازات الصيانة الخاصة بها، مما يجعل أغلبها تقوم بعمليات الصيانة بعد عمليات الشراءات، وهو ما قد يتطلب شهرا لاستكمال جميع الإجراءات، إضافة إلى نقص المعدات في أغلب البلديات.
من جهة أخرى، شدد الحقي على تضحيات عمال النظافة في رفع النفايات في كل البلديات، داعيا إلى ضرورة مساعدة الموطن لعامل النظافة للقيام بمهامه على أحسن وجه، منتقدا تصرفات عدد من المواطنين عبر التخلص من الفضلات ووضعها على الرصيف أو في أماكن غير مخصصة لها.
وبيّن أهمية مشاريع الرسكلة في مجال النفايات، مقترحا شراكة بين الدولة والباعثين الجدد في القطاع الخاص، لبعث هذه المشاريع المكلفة وذات القيمة المضافة الكبيرة.
برهان اليحياوي