خبراء: إصلاح الإعلام مسؤولية مشتركة وضرورة قصوى

أسئلة مركزية تم طرحها مساء الجمعة 14 مارس 2025 في النسخة الثانية لسهرات الكتيبة تمحورت حول إصلاح الإعلام التونسي، هل هناك إمكانية للإصلاح؟ كيف؟ لماذا؟ وبأي تكلفة؟

وفي هذا الإطار، قدم عدد من الخبراء والأساتذة في قطاع الإعلام مداخلات حول التحديات التي شهدها الإعلام منذ 2011 أبرزها تراجع التمويل الذاتي لوسائل الإعلام وتعرض العديد منها لأزمات مالية حادة بالإضافة الى تراجع الوضع الإقتصادي في البلاد والذي أثر سلبا على الصحافة حيث تعاني المؤسسات الإعلامية من محدودية الموارد وعدم القدرة على الاستمرار في ظل منافسة غير عادلة من وسائل الإعلام الأجنبية والشبكات الاجتماعية التي تتصدر المشهد الإعلامي.

ورأى المتدخلون أن الإعلام التونسي أصبح يشهد تدخلات متزايدة من القوى السياسية حيث تجد بعض وسائل الإعلام نفسها مضطرة للتماهي مع أجندات سياسية معينة مما أدى إلى تراجع الحياد المهني وتجاهل الموضوعية وبالتوازي مع ذلك أصبح الإعلام يعاني من تراجع مستوى الحريات الصحفية .

 مسؤولية قطاع الإعلام ليست مسؤولية الصحفي فقط

وفي هذا الإطار، اعتبر مدير معهد الصحافة وعلوم الإخبار الدكتور الصادق الحمامي أن مسؤولية قطاع الإعلام ليست مسؤولية الصحفي فقط بل يتحمل كذلك الفاعل السياسي المسؤولية في النظام الإعلامي.

وأضاف في مداخلته حول واقع الإعلام التونسي أن فشل الانتقال السياسي مرتبط أساسا بفشل الانتقال الإعلامي مرجعا ذلك إلى أسباب رئيسية وهي وجود رؤية غير نظامية للإعلام وتحجيم دور الدولة في قطاع الإعلام مما أدى إلى مقاربة نيوليبرالية والسبب الثالث هو فشل النخب السياسية الجديدة في النظام الإعلامي وبالتالي استنتج الدكتور الحمامي أن إصلاح قطاع الإعلام يستوجب بالضرورة تقريب الرؤى بين الدولة والمهنة والمجتمع.

انتشار إعلام الرداءة أصبح من مميزات هذه الفترة

وفي تصريح لموزاييك، قال نقيب الصحفيين زياد دبار إن انتشار إعلام الرداءة أصبح من مميزات هذه الفترة وهو ما يستوجب القيام بعدة إصلاحات أهمها الإصلاح التشريعي لضمان حرية التعبير من خلال هيئة تعديلية والإصلاح المؤسساتي من داخل المؤسسات نفسها حتى لا يتحول دورها إلى إدارة فقط وإصلاح الممارسة الصحفية.

واعتبر أنه في ظل التطور التكنولوجي أصبح بالإمكان القيام بالعمل الصحفي وتقديم المعلومة مؤكدا على ضرورة التصدي للتضليل الإعلامي.

من جهته بين النائب بمجلس نواب الشعب ثابت العابد أن المبادرة المطروحة تحت قبة البرلمان من طرف عدد من النواب تهدف إلى تكريس إعلام مستقل من خلال تركيز هيئة تعديلية تعمل على تركيز دور الصحفي وتقديم مضامين إعلامية ذات جودة.

وأضاف العابد أن إصلاح الإعلام هو هدف هذه المرحلة ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بمشاركة كل المتدخلين والخبراء في هذا الشأن.

بشرى السلامي