تخوفات من انزلاق أزمة الجزائر ومالي نحو المنحدر الميداني العسكري
قال الصحفي المتخصص في الشأن الإفريقي صغير الحيدري، في برنامج ميدي شو، اليوم الإثنين 14 أفريل 2025، إنّ إسقاط الجزائر طائرة مسيرة مالية، هي القطرة التي أفاضت الكأس في خلافات سابقة ومتواصلة بين البلدين.
ولا يعد هذا الخلاف الأول بين مالي والجزائر، حيث سبقته فترات توتر متواصلة خلال السنوات الماضية، إذ تتهم مالي الجزائر بأنها تتواصل مع مجموعات تعتبرها إرهابية على حدودها، في حين تؤكد الجزائر أن ذلك محض "ادعاءات باطلة".
هذا الخلاف بين الجزائر ودول تجمع الساحل، مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بلغ ذروته بقرار هذه الدول سحب سفرائها من الجزائر، وهو ما ردت عليه الجزائر بإجراء مماثل، بالإضافة إلى إغلاق مجالها الجوي أمام تلك الدول.
وبيّن ضيف ميدي شو أنّه بالعودة إلى التاريخ، فقد كان للجزائر دور كبير في مالي انتهى باتفاق السلم والمصالحة في 2015، لكن المجلس العسكري المالي تراجع على هذا الاتفاق سنة 2020، ما اثار تنافر بين البلدين ترجمتها تصريحات ومواقف القيادتين.
'الحادثة ليست دبلوماسية بل هي عسكرية'
ويرى الصحفي المختص في الشأن الإفريقي، شو أنّ ''تخوفات جزائر نوعا ما مشروعة'' خاصة في علاقة بقوات 'فاغنر' الروسية الموجودة في مالي، اعتبارا لتمركزها القريب جدا من الحدود الجزائرية وكأنها تحاصرها. ومن جانبه، المجلس العسكري المالي يتهم الجزائر باستضافة ودعم المسلحين.
وتابع: ''الأزمة ازلقت نحو منحدر خطير ينذر بتحرك ميداني وعسكري لأنّ الحادثة ليست دبلوماسية بل عسكرية''.
وبيّن الصحفي صغير الحيدري أن الجزائر لطالما تبنت فكرة ضرورة القضاء على الجماعات الإرهابية في مالي، لكنها تؤمن أيضا بأنّ الحل في مالي لا يمكن ان يكون عسكريا او بتمركز جنود اجنبية سواء فرنسية أو روسية، ما جعلها في موقف صعب اعتبارا لأنها لا تملك حلفاء هناك ما عدى بعض التحالفات.
أما بخصوص ''إمكانية وقوف الاستخبارات الفرنسية وراء التصعيد المالي والجزائري، أكّد محدثنا أننه لا دليل على ذلك إلى الآن، لكنه يرى أنه كان من الأجدر للجزائر أن تحسن علاقتها بمالي دبلوماسيا والتواصل مع السلطات هناك قبل استهداف المسيرة، حسب تقديره.