نجيب حشانة: تونس يجب أن تعتمد ديبلوماسية جريئة في التعامل مع أمريكا
تحدّث الدبلوماسي والسفير السابق في واشنطن نجيب حشانة في برنامج "ميدي شو" اليوم الاثنين 7 أفريل 2025 عن الرسوم الجمركية العالمية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عديد دول العالم.
وأكّد أن العالم يعيش حالة اضطراب عامة بعد التراجع الحادّ في الأسواق المالية والهلع في البورصات نتيجة القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب، مضيفا "هذه ليست المرة الأولى لترامب فقط كانت أكثر حدّة وشملت الشركاء والحلفاء على حدّ السواء وبنسب مرتفعة".
وفسّر نجيب حشانة أنّ دونالد ترامب والفريق العامل معه هم رجال هذه المرحلة بالمعنى السلبي وساكن البيت الأبيض شخصيته قوية يتحدى ولا يقبل التحدّي وهو رجل الصفقات ومناور ويتعامل بعقلية التاجر في المجال الديبلوماسي والعلاقات الدولية، حسب تعبيره.
ترامب يعتمد التخدير ويستعمل مفعول الصدمة
وتابع "في أقل من شهرين أصدر أكثر من 100 قرار تنفيذي ليثير الدهشة ويترك الآخرين غير قادرين على الرد كما أنه يعتمد التخدير بالقرارات الفجئية ويستعمل مفعول الصدمة".
وقال الدبلوماسي والسفير السابق "حتى لو تم انتخاب رئيس آخر فانّ الحزب الديمقراطي سيحافظ على نفس السياسة الخارجية وهي رؤية تمتد على 100 سنة قادمة فكلّ مرحلة لها رئيسها وترامب هو رجل هذه المرحلة فاز في الانتخابات لوجود اعتقاد سائد أنه سيساعد أمريكا على عدم فقدان زعامتها على العالم اقتصاديا ونقديا".
أمريكا ستدافع على قوة الدولار
وشدّد على أن ترامب يخشى تعدّد الأقطاب وصعود الصين وروسيا والبرازيل، مبيّنا أن الناتج المحلي الخام الأمريكي هو الأول في العالم بـ29 تريليون دولار في المقابل هي الدولة أكثر دينا في العالم بـ34 تريليون دولار ما يوافق %117 من النتاج المحلي الخام الأمريكي وكمية الذهب في العالم 14 تريليون دولار في حين القيمة الجملية للناتج المحلي الخام العالمي تقدّر بـ110 تريليون دولار حيث الفارق بينهما 96 تريليون دولار وهو ما يطلق عليه Fake Money أي المال دون رصيد الذي لا يقابله ذهب.
وأضاف أن العجز في الميزانية السنوية لأمريكا في حدود 2 تريليون دولار والعجز متواصل للسنة الخامسة على التوالي وهو ما يمثل خطرا على قيمة الدولار "كما أن بعض الدول الصاعدة بدأت تفقد ثقتها في الدولار لأنه لم يعد هناك ما يكفي من الذهب ليغطي قيمته في الأسواق فالتجأت إلى شراء الذهب".
ولفت نجيب حشانة إلى أنّ أمريكا تحاول المحافظة على قيمة الدولار وأن يبقى العملة الأولى للتعاملات الاقتصادية والتجارية "وستدافع بكل قوة للمحافظة على قوة الدولار لتضمن أيضا قوتها العسكرية وكي تبقى القطب الواحد في العالم".
قطاع غيار السيارات في تونس سيتأثر بالرسوم الجمركية الجديدة
وحول فرض أمريكا رسوم جمركية بـ28% على تونس، بيّن ضيف "ميدي شو" أن قطاع غيار السيارات سيكون الأكثر تأثرا بهذا القرار.
كما شدّد على ضرورة اعتماد ديبلوماسية أكثر جرأة في التعامل مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تونس راهنت ومنذ الاستقلال على العمل الدبلوماسي ونجحت في هذا الرهان.
واعتبر حشانة أن الأحداث التي تلت جانفي 2011 والتعيينات الموسمية على رأس وزارة الشؤون الخارجية وغياب رؤية واضحة جعل الدبلوماسية التونسية "محتشمة" بعد أن كانت خطّ الدفاع الأول والحامي لمصالح تونس مع بقيو الدول.
وأوضح أنّ أمريكا ساهمت بين 1957 و1987 بما يعادل 5 مليار دولار لدعم لتونس أكثرها من الهبات والقروض بشروط ميسرة لا تتجاوز نسبة الفائدة 1 و2%.
وأكّد الدبلوماسي والسفير السابق في واشنطن أنّه ليس أمام تونس سوى خيار واحد وهو اعتماد الدبلوماسية الذكية والبرغماتية للدفاع عن مصالحها وتوسيع شركائها بدرجة معقولية وليس بشكل فوضوي مع الحذر من التفريط في السيادة الوطنية.
