كنز غذائي في كلّ حبة.. 'القلوب' أكثر من مجرد رفيقة للدردشات
قد تبدو لك صغيرة وبسيطة، تلتقطها بين يديك في لحظات سريعة، تقشّرها بحركة عفوية، بكسل أو شغف، دون أن تُدرك أنّك تتناول كنزًا غذائيًا..
بذور دوار الشمس، أو كما نعرفها في تونس بـ"القلوب"، ليست فقط رفيقة الجلسات والدردشات، بل هي أكثر من ذلك بكثير. ففي كلّ حبّة، تختبئ تركيبة دقيقة من العناصر التي تغذّي القلب وتمنح الجسم دفعة من الصحة والحيوية.
فهل كنت تعلم أنّ كلّ حبة من بذور دوار الشمس تحتوي على مزيج من العناصر التي قد تغيّر صحتك للأفضل؟..
قيمة غذائية في كلّ حبة: مزيج من الفيتامينات والمعادن
تعد بذور عباد الشمس من المصادر الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي تساهم بشكل كبير في تعزيز نظام غذائي متوازن. فهي تحتوي على فيتامينات ومعادن ودهون صحية، مما يجعلها إضافة ممتازة إلى نظامك الغذائي اليومي.
← المغذيات: تُعتبر بذور عباد الشمس مصدرًا ممتازًا للدهون الصحية، وخاصة الدهون المتعددة غير المشبعة والأحادية غير المشبعة، التي تعتبر ضرورية لصحة القلب والوظائف الخلوية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بذور عباد الشمس على كميات معتدلة من البروتين والألياف الغذائية، التي تساهم في إصلاح العضلات والشعور بالشبع وصحة الجهاز الهضمي.
← المغذيات الدقيقة: تعتبر بذور عباد الشمس غنية بشكل خاص بفيتامين E، الذي يعد أحد أقوى مضادات الأكسدة، والذي يحمي الخلايا من التلف التأكسدي. كما تحتوي بذور عباد الشمس على كميات كبيرة من فيتامينات ب، مثل حمض الفوليك والنياسين، الضروريين لإنتاج الطاقة ووظائف المخ. بالإضافة إلى ذلك، فهي مصدر رائع للمعادن مثل المغنيسيوم والسيلينيوم والزنك، التي تدعم وظائف المناعة وصحة العظام وتساهم في تخليق الحمض النووي.
← المواد الكيميائية النباتية: إلى جانب الفيتامينات والمعادن، تحتوي بذور عباد الشمس على كميات وفيرة من المواد الكيميائية النباتية مثل الأحماض الفينولية والفلافونويدات. هذه المركبات تظهر خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة.
بذور دوار الشمس

حليفتُك لصحة القلب والوزن والتعافي..
تناول بذور عباد الشمس يمكن أن يساهم في العديد من الفوائد الصحية بفضل مزيجها الغذائي المتكامل.
√ صحة القلب والأوعية الدموية: الدهون الصحية، خصوصًا حمض اللينوليك، الموجود في بذور عباد الشمس، تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL). هذا التوازن في مستويات الدهون يعد أمرًا أساسيًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية. كما يعمل فيتامين E كمضاد أكسدة يحمي الجهاز القلبي الوعائي من الأضرار الناتجة عن الإجهاد التأكسدي.
√ خصائص مضادة للالتهابات: بفضل فيتامين E ومضادات الأكسدة الأخرى في بذور عباد الشمس، يمكن أن يساعد استهلاكها في تقليل الالتهابات في الجسم. بما أن الالتهاب المزمن يعد مقدمة للعديد من الأمراض مثل التهاب المفاصل ومتلازمة التمثيل الغذائي، فإن بذور عباد الشمس تساعد في تقليل هذه المخاطر وتعزيز الصحة العامة.
√ إدارة الوزن: بفضل محتوى بذور عباد الشمس من البروتين والألياف والدهون الصحية، فإنها تعزز الشعور بالشبع وتقلل من الرغبة في تناول الطعام الزائد. لذلك، يمكن أن يكون دمجها في النظام الغذائي وسيلة فعّالة لدعم إدارة الوزن والحد من نوبات الجوع.
في حصّة 100 جرام، توفّر بذور دوَّار الشمس الكاملة المجففة 584 سعرة حرارية
√ تنظيم سكر الدم: نظرًا لأن بذور عباد الشمس تتمتع بمؤشر جلايسيمي منخفض، فإنها لا تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات السكر في الدم. كما أن الألياف الموجودة فيها تساهم في استقرار مستويات السكر، مما يجعلها خيارًا جيدًا للأشخاص المصابين بداء السكري أو أولئك الذين يهدفون للحفاظ على توازن مستقر في مستويات السكر في الدم.
√ الصحة الإنجابية: بذور عباد الشمس غنية بالزنك، وهو معدن أساسي لصحة الإنجاب عند الذكور. يلعب الزنك دورًا محوريًا في إنتاج هرمون التستوستيرون، وتطور الحيوانات المنوية، وزيادة الخصوبة. إن استهلاك كمية كافية من الزنك يمكن أن يحسن الوظائف الإنجابية ويقلل من خطر العقم.
√ وظيفة العضلات والتعافي: المغنيسيوم والبروتين في بذور عباد الشمس يدعمان وظائف العضلات وتعافيها. المغنيسيوم ضروري لانقباض العضلات واسترخائها، بينما يساعد البروتين في إصلاح العضلات وتحفيز نموها. لهذا السبب، يمكن للرياضيين والأفراد النشطين الاستفادة من بذور عباد الشمس كجزء من نظامهم الغذائي بعد التمرين لتعزيز عملية التعافي.
← الفرق بين بذور دوار الشمس والزيوت المستخلصة منها

بذور عباد الشمس في نظامك الغذائي: كيف تستفيد منها؟
بذور عباد الشمس ليست مجرد مكمل غذائي إضافي، بل هي عنصر غذائي لذيذ وسهل يمكن دمجه في العديد من الأطعمة اليومية. إليك بعض الطرق البسيطة للاستفادة من بذور عباد الشمس:
• كوجبة خفيفة: ببساطة، يمكن تناول بذور عباد الشمس كوجبة خفيفة بين الوجبات..
• إضافتها إلى السلطات: تضاف بذور عباد الشمس بسهولة إلى السلطات.
• إضافتها إلى المخبوزات: يمكن إضافة بذور عباد الشمس إلى المخبوزات مثل الخبز والكعك.
• إضافتها إلى العصائر أو السموثي: يمكن طحن بذور عباد الشمس وإضافتها إلى العصائر أو السموثي للحصول على مزيد من البروتين والدهون الصحية.
• استخدامها في الوجبات الرئيسية: يمكن إضافتها إلى أطباق مثل الأرز أو المعكرونة لإثراء الطبق بالعناصر الغذائية والفوائد الصحية.

تناولها.. لكن بحذر!
على الرغم من الفوائد الصحية العديدة لبذور عباد الشمس، إلا أن هناك بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار عند تناولها:
✘ الإفراط في تناولها: بذور عباد الشمس غنية بالدهون والسعرات الحرارية، لذا يجب تناولها بكميات معتدلة. الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن إذا لم يتم التحكم في الكميات.
✘ حساسية بذور عباد الشمس: بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه بذور عباد الشمس. إذا كنت تعاني من ردود فعل تحسسية تجاه المكسرات أو بذور أخرى، يفضل استشارة الطبيب قبل تناولها.
✘ التفاعل مع الأدوية: بذور عباد الشمس تحتوي على نسبة عالية من الزنك، الذي يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية مثل أدوية مضادة للفطريات أو الأدوية المثبطة للمناعة.
يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة استشارة الطبيب قبل إضافة بذور عباد الشمس إلى نظامهم الغذائي.
✘ الحفاظ على التوازن الغذائي: بذور عباد الشمس تحتوي على نسبة عالية من الفسفور والمغنيسيوم، لذا يجب تناولها باعتدال لتجنب أيّ اختلالات في توازن المعادن في الجسم.
بذور عباد الشمس، حبّة صغيرة تحمل في طياتها العديد من الفوائد الصحية، وبفضل قيمتها الغذائية العالية من الفيتامينات والمعادن والدهون الصحية، يُمكن لهذه البذور أن تكون جزءًا مهمًا من نظامك الغذائي. ولكن كما هو الحال مع أيّ غذاء، من المهم تناولها باعتدال واتباع الإرشادات المناسبة لضمان الاستفادة القصوى منها دون تأثيرات سلبية.
* إعــــداد: أمل منّاعـي