والي تونس: باردو ستعود كما عهدناها.. ونستعد لصيف بلا 'ناموس'
نظّمت ولاية تونس، صباح اليوم السبت 12 أفريل 2025، بالتعاون مع بلدية باردو والمجلس المحلي ومكونات من المجتمع المدني، يومًا توعويًا تحسيسيًا للنظافة والبيئة، انطلق من شارع البيئة ومفترق شارع بيرم التونسي والدائرة البلدية الحدائق بباردو، بإشراف والي تونس عماد بوخريص.
وفي تصريح لإذاعة موزاييك، أوضح والي تونس عماد بوخريص، أنّ اختيار باردو كنقطة انطلاق لم يكن اعتباطيًا، بل جاء استجابةً لنداءات متكرّرة من السكان الذين عبّروا عن تذمّرهم من تراجع الوضع البيئي بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة.
تراجع مؤشرات النظافة
وقال بوخريص: "تلقّينا نداءات متعددة من متساكني باردو، حيث انخفضت مؤشرات النظافة، وجئنا لدعم البلدية، فباردو منطقة سكنية مرموقة كانت دائمًا قبلة للمثقفين، وقد احتضنت في مختلف الحقب التاريخية رموزًا من تاريخ تونس، إذ كان البايات يقضون أيامهم فيها، كما إنها مكان له رمزية خاصة في قلوب التونسيين، ومعروفة بنظافتها وجاذبيتها، خاصة بوجود المتحف الوطني بباردو المعروف عالميًا."
وأشار الوالي إلى أن تراجع مؤشرات النظافة في الفترة الأخيرة يعود أساسًا إلى الأشغال القائمة، مؤكّدًا عزم السلطة الجهوية على استكمالها في أقرب الآجال "انخفضت بعض مؤشرات النظافة بسبب الأشغال، لكننا نعمل على تحسين الوضع، ولدينا مشروع لتطوير الساحة والنفورة، مع تغيير موضعها جزئيًا لأسباب تقنية، كما أن الأشغال ستنتهي قريبًا، والتأخير يعود أحيانًا لسلوك بعض الأهالي."
وفي هذا السياق، شدّد الوالي على أهمية هذه المقاربة، قائلًا: "أحببنا أن يشارك الأطفال، لأنّه لا أحد أفضل منهم لغرس الوعي البيئي، هم رجال ونساء المستقبل. نريد أن نغرس فيهم سلوكًا سليمًا يبدأ بالنظافة.."
توسّع نحو الأحياء الشعبية
وأوضح والي تونس أنّ باردو ليست سوى البداية، وأن الأنشطة البيئية ستشمل مناطق أخرى أقل حظًا من حيث البنية التحتية والخدمات ، متابعا:"باردو كانت نقطة انطلاق فقط، لأنها مركز مهم، سنوسّع الأنشطة إلى أحياء مثل سيدي حسين، والحرايرية، والكبارية، والسيجومي، ونحن لا نسمّيها حملات ظرفية، بل نعتبرها عملًا يوميًا متواصلاً."
دعم مالي مخصّص وأولوية لباردو
كما أكّد والي تونس أنّ بلدية باردو حظيت بدعم مالي خاص من الولاية، رغم وجود بلديات أخرى أكثر حظًا من حيث الإمكانيات، مشيرًا إلى تواصل هذا الدعم في الفترة المقبلة، مضيفا: "الدعم المالي موجود، وقد دعمنا بلدية باردو على حساب مناطق أخرى، وسنواصل دعمها، وشعارنا بيئة مستدامة لحياة أفضل."
استعدادات مبكّرة لفصل الصيف
وفي ما يتعلّق بالتحضيرات لفصل الصيف، أكّد والي تونس أنّ الجهود منصبّة حاليًا على السيطرة على الوضع البيئي في سبخة السيجومي، التي ارتفع فيها منسوب المياه بسبب الأمطار الشتوية، ما قد يتسبّب في انتشار البعوض والحشرات.
وقال بوخريص: "شتاء هذا العام كان ممطرًا جدًا، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في سبخة السيجومي. حاليًا نعمل على منع تكاثر الحشرات، خاصة البعوض، لكن لا يمكن التدخّل بالأدوية قبل خفض منسوب المياه، لأنّ المواد لا تصل إلى البؤر''.
وأضاف الوالي: "قمنا بجهر الوادي قدر المستطاع، لكن واجهتنا صعوبات منها وجود قناة غاز حالت دون مواصلة العمل، كما نستخدم أدوية بيولوجية حفاظًا على التنوع البيولوجي، لأن هناك بحيرة تضم طيورًا ومكونات طبيعية لا بدّ من حمايتها."
محدودية الموارد المالية
بدوره فادي بن يونس، عضو المجلس المحلي بمعتمدية باردو وعضو المجلس الجهوي، أكد أن هذه التظاهرة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين بمشاركة الجميع، من أجل الحفاظ على نظافة مدينتهم.
وأضاف بن يونس أن هذا النشاط يمثل بداية لمبادرة تستهدف تعميم هذه الحملات التحسيسية على عدة معتمديات أخرى في المستقبل القريب، وذلك بإشراف والي تونس، مشيرًا إلى أهمية الدعم المادي واللوجستي من بلدية باردو لتوسيع نطاق هذه الفعاليات.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن بلدية باردو تواجه تحديات كبيرة بسبب محدودية مواردها المالية مقارنة بحجم المنطقة السكانية، مما يستدعي ضرورة تكثيف الدعم من الجهات المحلية والمركزية لضمان استدامة هذه المبادرات البيئية.
*صلاح الدين كريمي