14 رجة في غضون شهرين بالمكناسي.. ما هو تفسيرها وهل فيها ما يثير القلق؟
شهدت جهة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد مساء أمس الأربعاء 9 أفريل 2025، في حدود الساعة الثامن هزّة أرضية بلغت قوتها 4.3 على سلّم رشتر شعر بها أهالي المنطقة، وأحدثت فزعا في صفوف المتساكنين.
لكن رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان الحامدي، أكّد في تصريح لبرنامج "صباح الناس"، الخميس 10 أفريل 2025، أنّ هذه الهزّة تعتبر علميا من النوع المتوسّط ولا تنتج عنها أضرار، على غرار الهزات التي شهدتها الجهة خلال الفترة الماضية والتي أثار تواترها بعض المخاوف.
وسجّلت جهة المكناسي في غضون شهرين 14 رجّة رضّية كانت أشدّها في 3 فيفري المنقضي، حيث رسجّلت محطات رصد الزالزل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي رجّة أرضية شرق الجهة بقوّة 4.9 درجات علـى سلـم ريشتـر.
وأكّد حسّان الحامدي أنّ جميع هذه الرجات بالمننظور العلمي هي رجات متوسّطة، حتى وإن شعر بها المتساكنون لانّ ذلك يكون ممكنا إذا تجاوزت قوتها 3 درجات على سلّم رشتر ولم يتجاوز عمقها في الأرض 10 كلم.
وأشار إلى أنّ مختلف الرجات التي حدثت لم تحدث أضرارا باستثناء بعض التشققات بالبنايات القديمة وتشققات بسفوح الجبال، وثقتها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات.
وفي الـ 4 من أفريل الجاري جدّت بجهة المكناسي رجة أرضية شرق الجهة بقوة 3.1 على سلّم رشتر وتلتها رجة بعد حوالي 10 ساعات بقوة 2.5 حدد مركزها جنوب شرق المكناسي.
وأشار الحامدي إلى أنّ الهزة الأرضية ليوم أمس قد تعقبها هزات ارتدادية.
وفي منتصف فيفري الماضي شهدت تونس أربع رجات أرضية متزامنة تقريبا بكل من المحرس والسند وغار الدماء والمكناسي حيث بلغت شدتها 4.1 درجة على مقياس ريشتر.
وتتوزع الرجات الأرضية التي شهدتها الجهة مؤخرا أساسا بين المزونة وغرب معتمدية المكناسي، و كلها تتوزع على صدوع نشطة في العصر الجيولوجي الحديث على علاقة بحركة الصفائح تؤدي إلى حركة كتل صخرية التي تنتج عنها الهزة الأرضية.
وكان حسّان الامدي قد أشار في تصريح سابق لبرنامج "صباح الناس" أنّ هذه الرجات الأرضية تندرج ضمن السياق الجيولوجي العام لحركة الصفائح التكتونية، حيث يقترب الغلاف الصخري للقارتين الإفريقية والأوروبية من بعضهما البعض، ما يؤدي إلى تراكم الطاقة الزلزالية وتلاشيها عند حدود الصفائح أو داخلها، وهو ما يُعرف علميا بـ "الزلازل داخل الصفائح" (Séisme Intraplaque).