الاخبار

حلمي حسين: حملة ترويجية رقمية لتعزيز مكانة تونس سياحيًا في أوروبا

حلمي حسين

نظم الديوان الوطني التونسي للسياحة يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، تحت إشراف وزير السياحة سفيان تقية، بقصر قبة النحاس في منوبة، حفل تقديم الحملة الوطنية الجديدة للترويج السياحي الموجهة للأسواق الأوروبية، تحت شعار "عيش اللحظة.. عيش لحظة تونس".

تأتي هذه الحملة في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى إبراز ثراء وتنوع الوجهة التونسية وتعزيز جاذبيتها في الأسواق السياحية العالمية.  

حملة رقمية مكثفة

وفي تصريحه  لموزاييك خلال الحفل، أكد حلمي حسين، الرئيس المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، أن الحملة تركز بشكل أساسي على الترويج الرقمي، حيث يتم توجيه 90% من محتواها نحو المنصات الرقمية الحديثة لضمان وصول أكبر إلى السياح المحتملين في مختلف الدول الأوروبية.

وأوضح حلمي حسين، أن الحملة، التي تم تنفيذها خلال شهرين ونصف فقط بعد طلب عروض دولي، تُبث بـ 14 لغة مختلفة، مما يعكس توجهًا نحو مخاطبة السياح بلغتهم الأم لتعزيز التأثير والإقناع.  

وأشار حسين إلى أن الحملة تشمل إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الويب السياحية، إضافة إلى استخدام وسائل إعلانية مبتكرة مثل تغليف عربات المترو في عواصم أوروبية بصور الوجهة التونسية، فضلًا عن ترويج مكثف في المحطات والمطارات والمراكز التجارية الكبرى.

نتائج مشجعة ونمو ملحوظ في السياحة الأوروبية

أوضح الرئيس المدير العام للديوان أن الحملة تمثل عودة للإشهار الوطني بعد غياب دام خمس سنوات، حيث كانت جهود الترويج تعتمد سابقًا على آليات أخرى مثل الشراكات مع وكالات الأسفار، وتعزيز الرحلات المنظمة، والاستفادة من المؤثرين والصحفيين الدوليين. 

وأضاف أن النتائج الأولية للحملة واعدة، حيث سجلت تونس نموًا بنسبة 15% في عدد السياح الأوروبيين الوافدين خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 20 مارس 2025 مقارنة بالفترة نفسها من السنة المرجعية. كما أشار إلى أن عام 2024 شهد تحقيق رقم قياسي بوصول 10.260 مليون سائح، وهو ما يعكس نجاح استراتيجيات التسويق السياحي.  

تنويع العرض السياحي

إلى جانب الترويج، تعمل وزارة السياحة على تطوير المنتج السياحي بما يتماشى مع تطلعات السياح الجدد. وأكد حلمي حسين أن هناك توجهًا عالميًا متزايدًا نحو السياحة البديلة، حيث لم يعد السائح يفضل الإقامة في النزل الكبرى، بل أصبح يبحث عن تجارب سياحية أكثر ارتباطًا بالطبيعة والثقافة المحلية.  

وفي هذا الإطار، تعمل الوزارة على إعداد نصوص قانونية جديدة لتسهيل الاستثمار في قطاع الإيواء البديل، مثل بيوت الضيافة والإقامات الفلاحية، إضافة إلى تشجيع مؤسسات التنشيط السياحي لتقديم عروض أكثر تنوعًا.  

الصناعات التقليدية في قلب الترويج السياحي

وتولي الحملة اهتمامًا خاصًا بالصناعات التقليدية، التي تعد جزءًا أساسيًا من الهوية التونسية. وأوضح حسين أن جميع المواد الترويجية تتضمن حضورًا واضحًا للصناعات التقليدية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف تعزيزها كعنصر جاذب للسياح الباحثين عن تجارب أصيلة.

كما تعمل الوزارة على دعم الحرفيين من خلال تخصيص أجنحة للصناعات التقليدية في جميع المعارض والفعاليات السياحية الموجهة للصحفيين ووكلاء الأسفار. 

وتأتي هذه الجهود في سياق رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز مكانة تونس كوجهة سياحية تنافسية في البحر المتوسط. ومع استمرار النمو في عدد الوافدين، ورهان الوزارة على تطوير المنتجات السياحية وتحسين آليات الترويج، وفقا لوزارة السياحة.

صلاح الدين كريمي 

شارك: