شهدت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي في تونس، مساء السبت 23 نوفمبر 2025، افتتاح الدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، وسط حضور جماهيري غفير إلى حدّ إعلان المهرجان أنّ الافتتاح "كامل العدد" خلال عرض مسرحية "الملك لير" للنجم المصري الكبير يحيى الفخراني.وحظي الفخراني لدى ظهوره على خشبة المسرح باستقبال استثنائي من الجمهور، تواصل فيه التصفيق لعدّة دقائق، في مشهد عكس مكانته الخاصّة لدى المتلقّي العربي وعشق الجمهور التونسي للفنون الركحية.العرض الافتتاحي.. احتفاء بالفن وإشادة بالإنسانالمسرحية التي تحمل إحدى أشهر تراجيديات الأديب الإنجليزي وليام شكسبير، قُدّمت بصياغة عربية معاصرة، جمعت بين جمال النص الكلاسيكي ورؤية إخراجية حديثة أبدعها المخرج شادي سرور، مع أداء متقن لعدد من أبرز الممثلين المصريين.وقد غاص الجمهور داخل عالم "الملك لير" عبر ديكور متقن وإضاءة مبهرة وملابس تعيد المتفرّج إلى أجواء القرون الوسطى، مما جعل العرض رحلة فنية متكاملة أعادت إحياء واحدة من أعظم المسرحيات في تاريخ الدراما العالمية.وتُعدّ هذه أول مشاركة دولية للمسرحية خارج مصر، بعد تحقيقها نجاحًا لافتًا في عروضها بالقاهرة.كلمة الافتتاح: المسرح.. وعي وتغييرفي كلمته خلال افتتاح الدورة، شدّد المدير الفني ورئيس لجنة التنظيم محمد منير العرقي، &nbsp;على أن أيام قرطاج المسرحية ليست مجرد تظاهرة ثقافية بل "مساحة للوعي والتغيير" وأن "المسرح نبض الشارع وصوت من لا صوت له". وأكد العرقي أن هذه الدورة تنفتح على تجارب من تونس والعالم العربي وإفريقيا والعالم، مع إطلاق المنتدى المسرحي الدولي لأول مرة بعنوان: "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله".كما لم يخلُ الافتتاح من اللمسة الإنسانية، حيث دعا العرقي إلى الوقوف إجلالًا وتضامنًا مع غزة الجريحة الصامدة، مؤكدًا أن الفن "فعل مقاومة" وأن الضوء "أحد أشكال قول الحقيقة".الدورة الحالية تشمل عروضًا تونسية وعربية وإفريقية وعروضًا من مسرح العالم، إلى جانب مسابقات رسمية وورشات تدريبية وملتقى للبحوث المسرحية، إضافة إلى مواصلة تجربة "مسرح الحرية" داخل المؤسسات السجنية ومراكز الإصلاح.<div class="raw-html-embed"><iframe src="https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fmosaiquefm%2Fposts%2Fpfbid0366s3TigsrjscLJNtz3hfRkMoEYY8wLJuG5h1CnkevFPY9Prz6oynmteQv7FHvdRil&amp;show_text=true&amp;width=500" width="500" height="684" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share"></iframe></div>تكريمات في الافتتاحشهدت السهرة الافتتاحية تكريم مجموعة من الأسماء المسرحية العربية والإفريقية التي قدّمت إضافات هامة للساحة الفنية، وهم:- لطيفة أحرار (المغرب)- عماد محسن علي الشنفري (سلطنة عمان)- عبد الرحمن كاماتي (الكوت دي فوار)- ليلى الرزقي (تونس)- فتحي العكاري (تونس)- علي الخميري (تونس)- لزهاري السبيعي (تونس)- سليم الصنهاجي (تونس)- هادي بومعيزة (تونس)كما تمّ تخصيص تكريم خاص للفنان يحيى الفخراني احتفاءً بمسيرته وبعرضه لمسرحية "الملك لير" فوق ركح " أوبرا قرطاج "."الملك لير".. رؤية جديدة لتراجيديا خالدةقدّم الفخراني في هذا العمل أداءً ينبض بالحياة والتجربة والعمق الإنساني، برؤية عربية تحافظ على روح شكسبير وتمنحها في الوقت ذاته حساسية معاصرة قريبة من الجمهور.وبيّن الصراع على السلطة، وخيبات الأبوة، ولحظات الندم المتأخّرة، عاش المتفرّجون تجربة مسرحية متكاملة تجمع الفكر بالمتعة، والصورة بالصوت، والتراجيديا بالتأمل الإنساني.إشعاع جديد لأيام قرطاج المسرحيةهكذا اختارت أيام قرطاج المسرحية أن تعلن عن انطلاق دورة جديدة تؤكد مكانتها كواحدة من أهم التظاهرات المسرحية في العالم العربي وإفريقيا، وتثبت أن المسرح ما يزال قادرًا على الإلهام، وعلى إعادة بناء الأمل، مهما اشتدّت العتمة.صلاح الدين كريمي&nbsp;

'الملك لير' تفتتح أيام قرطاج المسرحية في أوّل عرض دولي لها