الاخبار

بعد الزلزال الخليجي : هل هي الحرب الباردة؟

2017/06/06 16:56

تباينت الآراء واختلفت منذ الاثنين 5 جوان 2017 بعد أن أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا والمالديف قطع علاقاتها مع قطر، بسبب رعايتها لجماعات إرهابية، ودعمها لمخططات إيران في المنطقة.

قرار تسبب في عزل قطر عن طريق غلق الطرق البرية والبحرية والجوية بينها والعالم الخارجي واعتبرته الخارجية القطرية غير مبرر ويقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة ، مؤكدة أن دولة قطر تعرضت إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة.

تداعيات عزل قطر برا وبحرا وجوا

غلق الحدود كفيل بتعطيل الكثير من المصالح القطرية مع السعودية، ومع بقية دول الخليج العربية التي ينفذ القطريون إليها من خلال السعودية، وأشارت أرقام نشرتها 'سكاي نيوز' إلى أن معبر أبو سمرة الحدودي بين قطر والسعودية استقبل أكثر من 326 ألف زائر فقط خلال الفترة من 10 جانفي إلى 5 فيفري الماضي 2017، ويشهد المعبر يوميا عبور ما بين 600 و800 شاحنة.

وفي ما يتعلق بالخطوط القطرية، ذكر المصدر ذاته أن حجم الرحلات اليومية بين الدوحة والمدن الخليجية تناهز 19 رحلة يوميا من مطار دبي الدولي، و6 من مطار أبوظبي، ومثلها من مطار الكويت، و5 من المنامة، وبين 3 و5 رحلات من جدة و4 من الرياض. فيما استقبل مطار الدوحة 37.3 مليون مسافر في 2016، بزيادة نحو 7 ملايين مسافر عن 2015.

شركات طيران تعلق رحلاتها من وإلى الدوحة

وتوالى إعلان شركات طيران عربية تعليق رحلاتها من وإلى الدوحة، في أعقاب قطع العلاقات مع قطر، وأكدت شركة 'طيران الإمارات' نبأ تعليق الرحلات من وإلى الدوحة، كما أعلنت 'مصر للطيران' تعليق رحلة متجهة للدوحة، إلى حين صدور قرار نهائي بشأن إقلاع الرحلات بين القاهرة والعاصمة القطرية. وأكدت شركة 'العربية' للطيران تعليق الرحلات بين الشارقة والدوحة بدء من 6 جوان 2017 حتى إشعار آخر.

قرار تعليق الرحلات نحو الدوحة شمل أيضا شركة 'طيران الاتحاد الإماراتية' وشركة 'فلاي دبي' وهو إجراء كفيل بتعطيل المصالح القطرية.

هبوط الريال مقابل الدولار

وسجل الريال القطري هبوطا مقابل الدولار الأميركي في السوقين الفورية والآجلة الثلاثاء 6 جوان 2017 وبلغ سعر بيع الدولار 3.6470 ريال في السوق الفورية وهو أدنى مستوى منذ جوان 2016 وفقا لبيانات تومسون رويترز.

ويربط البنك المركزي في الدوحة الريال القطري عند 3.64 ريال للدولار، ويسمح بتقلبات محدودة حول هذا المستوى.

توابع اقتصادية

قرار قطع العلاقات مع قطر تسبب أيضا في تراجع الأسهم القطرية كافة، وبلغ العديد منها الحدود القصوى، فقد انخفض سهم بنك قطر الوطني إلى أكثر من5 بالمائة، وهبط مؤشر بورصة قطر إلى أكثر من 7.5 بالمائة، ليتراجع عن مستوى 9200 نقطة.

كما سُجّل هبوط السندات الدولارية السيادية لقطر استحقاق 2026 إلى 1.8 سنت، وارتفعت تكلفة التأمين على ديون قطر لأعلى مستوى في شهرين. وقالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية إن قطع العلاقات مع قطر قد يؤثر سلبا على الجدارة الائتمانية للدوحة، حسب سكاي نيوز.

خسائر بالمليارات للشركات القطرية

وخسرت الشركات القطرية مليارات الدولارات أمس الاثنين عقب 'الزلزال'، حيث خسر بنك قطر الوطني 3 مليار دولار من قيمته السوقية، وهذه أكبر خسارة في قطاع المصارف حسب سكاي نيوز، فيما انخفض سهم 'أمال' بأكثر من 10 بالمائة على إثر ارتفاع الزخم في الأسواق.

وفقد سهم شركة 'قطر لنقل الغاز' أكثر من 14.2 بالمائة، فيما انخفض 'البنك الأهلي' لليوم الثاني على التوالي ليخسر 6.0 بالمائة في يومين.

وانخفض سهم قطر للصناعات التحويلية بنسبة 8.2 بالمائة، وتراجع سهم المخازن الخليجية لليوم الرابع على التوالي، فيما سجلت شركة قطر للملاحة أدنى مستوى لها لهذا العام، وتراجع البنك القطري الأول 9.9 بالمائة.

ارتفاع تكلفة التأمين على ديون قطر

كما سجّلت تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية ارتفاعا إلى أعلى مستوياتها في شهرين أمس الاثنين، وارتفعت عقود مبادلة مخاطر الائتمان القطرية لخمس سنوات نقطتي أساس عن إغلاق يوم الجمعة، لتصل إلى 61 نقطة أساس مسجلة أعلى مستوى لها منذ أوائل أفريل.

وقال محلل بوكالة موديز للتصنيفات الائتمانية إن الأزمة قد تؤثر على التصنيف الائتماني لقطر، إذا أدت إلى تعطل حركة التجارة وتدفقات رؤوس الأموال.

التبادل التجاري بين قطر ودول الخليج بالأرقام

وكشف تقرير لسكاي نيوز أنّ التبادل التجاري بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى يمثل نحو 12 بالمائة من إجمالي حجم التبادل التجاري لقطر مع دول العالم، و84 بالمائة من حجم التبادل التجاري لقطر مع الدول العربية.

وسجل التبادل التجاري لقطر مع دول الخليج 37.9 مليار ريال قطري، أي ما يقارب 10.5 مليار دولار أميركي سنة 2016، وذلك بحسب بيانات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية.

واستوردت قطر في 2016 ما قيمته 19 مليار ريال قطري من البضائع الخليجية، لا سيما من السعودية والإمارات التي شكلت صادراتها إلى قطر 83 بالمائة من واردات قطر الخليجية، يضاف إليها 6 بالمائة من البحرين، لتشكل صادرات الدول الثلاث إلى قطر 89 بالمائة من إجمالي واردات قطر من الدول الخليجية.

واردات قطر من دول الخليج

وتعتبر أهم واردات قطر من دول الخليج البضائع المصنعة للمستهلك النهائي، التي تشكل 27 بالمائة من إجمالي واردات قطر وتمثل قيمة وارداتها نحو 16 بالمائة من الإجمالي فيما تستورد قطر ما نسبته 15 بالمائة من المواد الغذائية من السعودية، و11 بالمائة من الإمارات.

صادرات قطر إلى الخليج

أما بالنسبة للصادرات، فإن صادرات قطر إلى الدول الخليج تجاوزت 19 مليار ريال في 2016، ما يمثل 9 بالمائة من مجمل صادراتها. وتستحوذ السعودية والإمارات على 65 بالمائة من صادرات قطر إلى الدول العربية.

وفي الربع الأول من العام الماضي، تصدرت السعودية الدول المستقبلة للصادرات القطرية غير النفطية بنحو 41 بالمائة من إجمالي هذه الصادرات، تبعتها الإمارات بنسبة 32 بالمائة، وفقا لغرفة قطر.

قطر.. العزلة الدبلوماسية

ويذكر أن كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين وجزر المالديف أعلنت اليوم الاثنين 5 جوان 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق حدودها امام رحلاتها، واتهموها بدعم "الإرهاب". وأعلنت الدول الخليجية الثلاث إغلاق أجوائها مع قطر وأمهلوا الزائرين والمقيمين القطريين 14 يوما للمغادرة.

وكالة الأنباء السعودية أعلنت أن الرياض "قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر" من اجل "حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف". وبرر مصدر مسؤول القرار "بالانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرا وعلنا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي".

القرار نفسه اتخذته البحرين ضد قطر بسبب ما اعتبرته "إصرارها على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شؤونها". واتهمت حكومة البحرين الدوحة "بالاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ودعم الانشطة الارهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين".

وبالنسبة لللامارات العربية المتحدة فقد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "مواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل اعلامها"، كما ورد في بيان رسمي نشرته وكالة أنباء الإمارات.

كما أشار النص إلى "نقضها البيان الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض لمكافحة الإرهاب الذي اعتبر إيران الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة".

وأعلنت مصر أيضا ،قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بسبب "إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر (...) وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي" حسب ما جاء في بيان للخارجية المصرية.

ويتهم بيان الدوحة "بالترويج لفكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية فى سيناء وإلاصرار على التدخل فى الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومى العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية".

وقررت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن إنهاء مشاركة قطر في هذا التحالف "بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن".

ويذكر أن هذا "الزلزال" الدبلوماسي يأتي بعد 15 يوما على زيارة إلى الرياض للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طلب من الدول الإسلامية التحرك بشكل حاسم ضد التطرف الديني.

الاخبار

بعد الزلزال الخليجي : هل هي الحرب الباردة؟

مقالات ذات صلة

تلقيح التلميذات ضد سرطان عنق الرحم

الأكثر قراءة