أسيرة فلسطينية محررة لموزاييك: 'كنّا في قبور.. والله أحيانا بعد موتنا'
بعد عشرة أشهر، تحررت رولا ابراهيم حسنين من سجون الاحتلال، وذلك بعد إدراج اسمها في قائمة الأسيرات اللاتي سيتحررن ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل التي وقعت بين كيان الاحتلال الصهيوني وحركة حماس الفلسطينية.
نسأل الله ان يجزي عنا اهل التضحيات في غزة
رولا ابراهيم حسنين، تحدث في تصريح خاص لموزاييك عن ظروف الاعتقال داخل سجون الاحتلال قائلة: " نحن كنا في قبور والحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا.. ونسأل الله أن يجزي عنا أهل التضحيات في غزة".
وتابعت: " الاسيرات الفلسطينيات هن سيدات فلسطينيات جبارات، صبرن على ظروف الاعتقال القاسية والمأساوية.. وكنا نعاني في الاسر من الانتهاك المتكرر لحقوقنا وخصوصياتنا كإناث، حيث كان المحتل يعمد الى تفتيشنا عاريات داخل الزنزانات بشكل متكرر، فضلا عن الاقتحامات الليلية والقمع المتكررة ورش غاز الفلفل علينا بما يتسبب للعديدات منا مضاعفات صحية".
وبيّنت رولا أن الاسيرات واجهن الاهمال الطبي المتعمد داخل السجون منع المحامين من زيارتهن باعتبار ان المحامين كانوا حلقة الوصل بينهن وبين عائلاتهن والعالم الخارجي قائلة: " حتى اننا كنا نعتقد اننا في قبور ولا احد يدري باننا احياء، وكنا نعتقد ايضا بان حريتنا ستكون حتمية لكن بتضحيات كبيرة".
المحتل كثّف ضروب التنكيل بالاسرى بعد طوفان الاقصى
واضافت الاسيرة المحررة في تصريحها لموزاييك: " الاحتلال كان يقدم لنا الغذاء بأسوأ حالاته وكمياته.. فالوجبة لم تكن تكفي لاشباع طفل صغير او عصفور بما جعل الكثير من الاسيرات تفقدن الكثير من الوزن وتتغير ملامحهن نتيجة سوء التغذية".
وأوضحت رولا انه تم اعتقالها وايداعها سجن الدامون بعد احداث طوفان الاقصى بخمسة اشهر، مشيرة الى ان الاحتلال لا يحتاج اي مبرر لقمع الاسرى وكان على مر التاريخ يتعمد التنكيل بالاسرى وان كل ما كان يحصده الاسرى من حقوق هو نتيجة تضحيات ونضالات كبيرة يرتقي فيها شهداء من الاسرى بعد اضرابات عن الطعام حتى يحققوا مكاسب لمن يبقى منهم على قيد الحياة.
وتابعت ان الاسرى كانوا ينتزعون حقوقهم من المحتل انتزاعا بتضحيات كبيرة جدا وليس منّة منه، مشيرة الى ان ظروف الاسرى زادت مأساوية ما بعد احداث طوفان الاقصى.
الاحتلال نكل بنا قبل تسليمنا وفتشنا عراة تماما
ووصفت رولا ساعات الانتظار التي سبقت لحظات اطلاق سراح الاسرى بالطويلة جدا والثقيلة على الروح قائلة: " كنا نتقرب اللحظة التي يفتح فيها باب الاسر من اجل ان نخرج الى اهالينا.. تم التنكيل بنا بصورة مأساوية وتفتيشنا ونحن عراة تماما.. وتم قمعنا عند الوصول الى سجن عوفر ورمى سجان الاحتلال بعض الاسيرات على الارض رميا متعمدا بصورة استفزازية مهينة ومذلة، وبقينا في العراء بملابس خفيفة وسط طقس بارد جدا ما يقارب ثلاثة الى اربع ساعات، لكن ما كان يهون علينا الامر هو قناعتنا بأنه مهما طالت ساعات اللانتظار سنخرج لنتحضن اهالينا ونعانق الحرية من الجديد بعد ان اصبحت قاب قوسين او ادنى".
أعمل جاهدة على تعويد طفلتي على وجود ام في حياتها
وفي حديثها لموزاييك عن تأثير الاسر على علاقتها بأسرتها، قالت الاسيرة الفلسطينية المحررة رولا ابراهيم حسنين: "تركت طفلتي رضيعة تبلغ من العمر تسعة اشهر عندما تم اعتقالي قبل عشرة اشهر.. فطفلتي اليوم تحتاج الى بعض الوقت للاعتياد على وجود ام في حياتها.. طفلتي بالتأكيد نسيت ملامح والدتها رغم انها كانت تشاهد صوري دائما، لكن ملامح الانسان ما بعد الاسر تختلف تماما عن ملامحه ما قبله نتيجة الظروف الصعبة التي عشناها".
وأردفت: '' العائلة على غرار الاسير تحتمل عذابات الاسر ومتاعب التقاضي من خارج السجون وتدبير شؤون الابناء في غياب الامهات''.
الحبيب وذان