ما تأثير تراجع الدولار على الإقتصاد التونسي؟
شهد سعر صرف الدولار تراجعا ملحوظا في الفترة الأخيرة أمام العملات الرئيسية، حيث بلغ سعر صرف الدولار أدنى مستوياته مقابل اليورو منذ سنة 2022، وذلك نتيجة السياسات التجارية الأخيرة لدونالد ترامب، وفق ما صرّح به الخبير الإقتصادي، والوزير الأسبق محسن حسن لموزاييك.
وأوضح حسن أنّ السياسات التجارية والاقتصادية التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخّرا أدّت إلى تراجع منسوب الثقة في الإقتصاد الأمريكي وبالتالي تراجع مصداقيته التي تعتبر عاملا مهما في تحديد سعر صرف الدولار.
وشرح محسن حسن أن سياسات ترامب أفضت إلى حالة من عدم اليقين، مما تسبب في موجة بيع الأسهم وسندات الخزينة الأمريكية، تبعه تراجع سعر صر الدولار أمام أهم العملات الأجنبية خاصة أمام اليورو والين الياباني.
أثر إيجابي على تقليص عجز ميزانية تونس
وأشار محسن حسن إلى أنّ التراجع في سعر صرف الدولار ستكون لديه تبعات إيجابية على الإقتصاد التونسي، من حيث التقليص في كلفة واردات المواد الأساسية وتراجع خدمة الدين الخارجي وارتفاع الموجودات من العملة الصعبة على المدى القصير.
فعلى مستوى واردت تونس من المواد الأساسية ومواد الطاقة، التي يتمّ تسديدها عادة بالدولار، قال محسن إنّ تراجع سعر صرف الدولار سيكون ايجابيا، مشيرا إلى أنّ ذلك سيؤدي إلى تقلّص فاتورة استيراد المواد الأساسية ومواد الطاقة وهو ما سينعكس ايجابيا على العجز في ميزانية الدولة وكذلك العجز في الميزان التجاري.
أما على مستوى خدمة الدين الخارجي، أشار حسن إلى أنّ تراجع سعر صرف الدولار سيمكّن من "تقليص نسبي وبسيط" لخدمة الدين العمومي، باعتبار أنّ 26 بالمائة من خدمة الدين الخارجي التونسي هي بالدولار، وهو ما يعني أنّ ما ستقوم بسداده الدولة التونسية بالدينار التونسي سيتقلّص حجمه، وسيكون لذلك تأثير إيجابي على المدى القصير، وفق تصريحه.
ويشار إلى أنّ هيكلة الدين الخارجي التونسي تتكون من 54 بالمائة بالأورو، و26 بالمائة بالدولار و5.5 بالمائة بالين الياباني، و14.5 بالمائة بعملات أخرى.
تحسّن الموجودات من العملة الصعبة
وأوضح محسن حسن أنّ تراجع قيمة الواردات من المواد الأساسية والطاقة بالإضافة إلى التراجع الطفيف في خدمة الدين الخارجي، ستؤثران يجابيا على الرصيد من العملة الصعبة وبالتالي تحسّن الموجودات من النقد الأجنبي بالبنك المركزي التونسي.
"تراجع الدولار سيتواصل"
من جهة أخرى قال محسن حسن إنّه، وعلى عكس ما يذهب إليه البعض، فإنّ موجة تراجع سعر صرف الدولار ستتواصل، ويرجّح أنّ الإدارة الأمريكية ترغب في التخفيض الإرادي في سعر صرف الدولار، الذي يعدّ العملة الدولية التي تستعمل للادخار ولاحتياطيات النقد الاجنبي، مضيفا أنّ الإدارة الأمريكية ترغب في أن يكون الدولار"ضعيفا" بهدف دفع الصادرات الأمريكية، وبالتالي دفع تنافسية الاقتصاد الأمريكي، وفق تقديره.
شكري اللّجمي