الروحية: الحديقة المدرسية بالهرية نموذج النجاح رغم نقص المياه
حقّقت مدرسة الهرية التابعة لمعتمدية الروحية من ولاية سليانة تجربة متميّزة في استغلال الحديقة المدرسية لتعزيز الأكلة الساخنة المقدمة لـ183 تلميذا بالمطعم المدرسي، ضمن مشروع profits وبالتعاون مع البرنامج العالمي للتغذية PAM، وبمشاركة فاعلة من جميع العاملين بالمدرسة، الذين لم يدخروا جهدا في إنجاح هذه المبادرة الرائدة التي ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة الوجبات المدرسية.
وأفاد حمادي قطايفي مدير المدرسة في تصريحه لموزاييك بأنّ الحديقة المدرسية أثمرت إنتاجًا وفيرًا من الخضروات والخضر الورقية خلال السنة الماضية، مما ساهم مباشرة في توفير مكونات طازجة وصحية للأكلات المدرسية، كما لم تقتصر الجهود على زراعة الخضروات فقط، بل تم دعم الحديقة بزراعة حوالي 70 إلى 80 شجرة زيتون، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستدامة الغذائية ودعم التوجه نحو الزراعة المستدامة داخل المؤسسة التربوية.
وأضاف القطايفي أنّ هذا المشروع ساهم في تحسين النظام الغذائي للتلاميذ، إذ ساهمت المنتجات الطازجة في تقديم وجبات ساخنة متوازنة وصحية، كما أتاح المشروع للتلاميذ فرصة التعلم العملي حول الزراعة والممارسات البيئية السليمة، مما أثر إيجابًا على سلوكهم الغذائي والمعرفي إلى جانب تعزيز وعي التلاميذ بأهمية الزراعة والحفاظ على البيئة، و غرس قيم التعاون والمشاركة والمسؤولية.
كما نوّه محدثنا بما أظهره التلاميذ من تفاعل كبير مع هذا المشروع، حيث شاركوا في عمليات الزراعة والعناية بالنباتات، مما أضفى على تجربتهم الدراسية طابعا عمليا وممتعا.
من جانب آخر، أشار القطايفي إلى أنّ الحديقة المدرسية تٌواجه تحديا كبيرا يتعلّق بتوفير المياه الضرورية للري، فالبئر الموجودة داخل المدرسة يُعاني من مشكلة في ضخّ المياه بانتظام، مما يهدد استمرارية المشروع ويضعف القدرة على مواصلة الإنتاج الزراعي.
وفي السياق ذاته، دعا مدير المدرسة والإطار العامل السلطات التربوية والجهات المحلية إلى التدخّل العاجل لحلّ مشكلة المياه، سواء عبر صيانة البئر أو إيجاد حلول بديلة مثل توفير تجهيزات ريّ أو الربط بشبكة المياه المحلية.
نبيهة الصادق
