كورونا في 2021.. سباق الحياة والموت
انطلقت سنة 2021 على وقع مخلفات الوضع الصحي بسبب تداعيات جائحة كورونا سنة 2020 حيث تم إقرار الحجر الصحي الشامل بداية من الخميس 14 إلى الأحد 17 جانفي 2021 و حظر الجولان من الرابعة مساء إلى السادسة صباحا.
كما تم تعليق كافة الدروس في التعليم الابتدائي، الأساسي والثانوي والجامعي ومراكز التكوين المهني بالإضافة إلى تعليق كافة التظاهرات إلى غاية 24 جانفي 2021 ومواصلة العمل بالتداول.
وتم يوم 18 جانفي 2021 تسجيل أولى أعلى حصيلة قياسية في عدد الوفيات جراء فيروس كوفيد 19 ب94 حالة وفاة.
استقرار وبداية توافد التلاقيح...
وفي 11 فيفري 2021 أشار رئيس الحكومة السابق هشام مشيشي إلى أن الوضع الوبائي سجل بداية استقرار على مستوى عدد الإصابات .
وانطلقت تونس منذ الثلاثاء 9 مارس 2021 في تسلم أولى دفعات اللقاح ضد فيروس كورونا حيث تسلمت من روسيا 30 ألف جرعة من اللقاح "سبوتنيك وذلك مع ارتفاع حصيلة الإصابات المُسجلة في البلاد إلى أكثر من 238 ألف حالة.
في حين وصلت يوم الأربعاء 17 مارس 2021 أوّل دفعة من تلاقيح "فايزر" إلى مطار تونس قرطاج الدولي، تضم 93600 جرعة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة وياتي تسلّم هذه الدفعة في في إطار منظومة كوفاكس للتلاقيح.
عودة إلى مربع الخوف..
وفي 25 افريل 2021 صنّف موقع "وورلد ميتر" المتتبع للحالة الوبائية للفيروس حول العالم، تونس الأولى إفريقيا من حيث عدد الوفيات بفيروس كورونا، بعد أن سجلت 107 وفاة خلال 24 ساعة، وهي أعلى حصيلة تصلها تونس منذ ظهور الجائحة.
وذلك بسبب انتشار السلالة البريطانية بنسبة تفوق ال 80 بالمائة من مجموع الحالات المكتشفة.
ثم أعلن رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي الجمعة 7 ماي 2021 عن قرارات جديدة .
ودخلت تونس اعتبارا من يوم الأحد 09 ماي ولأسبوع كامل في حجر صحي يشمل كامل الولايات للحد من تفشي فيروس كورونا، بما في ذلك خلال عطلة عيد الفطر كما تم غلق الأسواق ودور العبادة ومنع التنقل بين الولايات وحظر الاحتفالات إلا للحالات الضرورية .
كما قررت الهيئة الوطنية لمجابهة انتشار فيروس كورونا خلال اجتماعها بتاريخ 12 ماي 2021 مواصلة الحجر الصحي الشامل إلى غاية 16 ماي 2021 وتواصل جملة الإجراءات مع استثناء وحيد وهو رفع منع التنقل بين المدن وذلك تفاديا للضغط على وسائل النقل وعلى الطرقات.
تونس تدخل الموجة الرابعة...
لكن رغم كل هذه الإجراءات الوقائية إلا أن تونس دخلت الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد وقد أكد وزير الصحة فوزي المهدي يوم الأربعاء 9 جوان ذلك في الوقت الذي سجلت فيه البلاد خلال 24 ساعة ماضية 103 وفيات.
كما أعلنت وزارة الصحة أن 18 ولاية من أصل 24 "تُصنف كمناطق ذات مخاطر مرتفعة في علاقة بانتشار فيروس كورونا".
وفي هذا الإطار قرر رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي يوم السبت 19 جوان 2021 إعلان الحجر الصحي الشامل وغلق الولايات التي تشهد انتشارا كبيرا لفيروس كورونا المستجد.
وبناءً على المعطيات المتعلقة بالتطور السلبي و المتسارع للوضع الصحي والوبائي قررت اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا التشديد في الإجراءات المعتمدة على المستوى الوطني والمقررة للفترة المتراوحة بين 26 جوان و11 جويلية منع الجولان ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي بالإضافة إلى تشديد منع التنقل بين الولايات.
وتواصل تأزم الوضع الصحي في تونس بتفشي موجة وبائية غير مسبوقة تتسم بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات
حيث تم تسجيل في 17 جويلية 2021 أعلى حصيلة وفيات يومية جراء الفيروس، بلغت 205 حالات آنذاك
لتكون الحصيلة التالية التي تم الإعلان عنها يوم 24 من نفس الشهر 317 حالة وفاة جراء كورونا وهي الأعلى منذ بدء تفشي الجائحة بالبلاد.
التلاقيح تفتح أبواب الحياة..
ومع تواصل حملات التلقيح بدا الوضع الصحي يأخذ منحى نحو الانفراج حيث شهدت البلاد عودة مدرسية طبيعية بإلغاء نظام الأفواج مع العودة التدريجية للتظاهرات الثقافية والتجمعات وعودة نشاط الأسواق الأسبوعية ودور العبادة و بلغ عدد التحاليل الايجابية إلى غاية 25 ديسمبر 2021 حوالي 300.
وقد انطلقت حملات التلقيح منذ 13 مارس 2021 لتتواصل بصفة مكثفة في كامل أنحاء الجمهورية حيث تلقى أكثر من نصف مليون تونسي يوم الأحد 08 أوت 2021 لقاحات ضد فيروس كورونا في إطار حملة وطنية أشرف عليها الجيش الوطني الذي أوكل إليه رئيس الجمهورية قيس سعيّد مهمة الإشراف على هذه الحملة في أكثر من 300 مركز خصصت لمن تفوق أعمارهم الأربعين عاما.
وذلك بعد أن شهدت البلاد حدثا مؤلما يتمثل في تدافع عدد كبير للمقبلين على التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد يوم 20 جويلية الموافق لليوم الأول من عيد الإضحى دون تنظيم وصفه رئيس الجمهورية آنذاك بالجريمة في حق المواطنين ليتم على إثره إنهاء مهام وزير الصحة فوزي المهدي.
وواصلت وزارة الصحة عملها من خلال تنظيم أيام تلقيح خاصة بكل الفئات العمرية لتبلغ أخر حصيلة تلقيح حسب الوزارة إلى حدود يوم 26 ديسمبر 2021 حوالي ال5 ملايين و800 ألف شخصا استكمل تلقيحه.
تونس تتلقى مساعدات طبية ...
وتجدر الإشارة إلى أن سنة 2021 حملت معها أيضا عدة مساعدات طبية من عدة دول صديقة لتتمكن تونس من مواجهة فيروس كورونا.
حيث تلقت تونس على سبيل المثال حوالي نصف مليون جرعة من الصين وعددا مماثلا من الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى معدات طبية، كما وصلت 250 ألف جرعة من الجزائر و قدمت فرنسا أكثر من مليون جرعة من لقاحي أسترازينيكا وجونسون أند جونسون، تكفي لتلقيح 800 ألف شخص.
كما تسلمت تونس من المغرب مساعدات طبية تتمثل في طائرة عسكرية محملة بمعدات طبية ومستلزمات تخص إنشاء مستشفى ميداني.
وأرسلت مصر كذلك 3 طائرات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية بالإضافة إلى مولدات أكسجين وأجهزة طبية من السعودية.
وتلقت تونس كذلك من قطر مساعدات تتضمن مستشفى ميدانيا بسعة 200 سرير، مجهزا بجميع المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى 100 جهاز تنفس صناعي.
جواز التلقيح وثيقة رسمية...
ولا يمكن الجزم بان جائحة كورونا لم تعد تمثل خطرا على المستوى العالمي والوطني لذا ماتزال دعوات التلقيح قائمة لإتمام الجرعة الثانية وحتى الثالثة من التلاقيح .
وعزز إجبارية هذه الدعوات قرار رئيس الجمهورية في أكتوبر الماضي ضرورة الاستظهار بجواز التلقيح كوثيقة رسمية في مراكز العمل وكل الإدارات التونسية وعند التنقل بداية من 22 ديسمبر الجاري.
ولئن بدت انطلاقة استخراج هذا الجواز متعثرة إلا أن المطالبة به في اغلب الإدارات أصبح واجبا
*بشرى السلامي