سكان غزة لترامب: 'باقون..'
في ردّ واضح على مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال سكان غزة الذين عاشوا الحصار الطويل والمجاعة والدمار الذي مارسه جيش الاحتلال عليهم طوال الـ15 شهرا أو يزيد، في شهادات نقلها موقع ''القدس العربي'' عن صحيفة 'جارديان' البريطانية، إنهم لن يتركوا بلدهم رغم ما عانوه.
وأكّد سعيد سالم، وهو غزاوي، عاش الحرب بأهوالها، منذ 1948: ''لقد هجرنا الحربايا، أغلقنا بيتنا وأخذنا المفتاح ومشينا باتجاه غزة واعتقدنا أننا سنعود بعد عدة أيام، وكان بانتظارنا في نهاية الرحلة الشاقة واقع جديد من الخيام ومخيمات اللاجئين ونفي دائم في شمال قطاع غزة.
ويتابع: ''عندما أصبحت الحقيقة واضحة وأننا هجرنا بيوتنا وأخذها آخرون، تمنينا ألف مرة لو بقينا ومتنا، ولم يغادرنا الندم أبدا.. لقد تحدينا أي أوامر للإخلاء إلى جنوب قطاع غزة.. وأقسمنا على عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى''.
ظل سالم وعائلته في شمال قطاع غزة مع 400,000 فلسطيني، وعانوا من الحصار وعدم دخول إلا القليل من المساعدات، في وقت حذرت المنظمات الدولية العام الماضي من مجاعة محتومة.
وتابع سالم: ''تحملنا المجاعة والعطش والخوف وكل شيء وعشنا بين الجثث وتحت الأنقاض وأكلنا الطعام الذي لا تأكله حتى الحيوانات، ولكننا لم نغادر أبدا شمال غزة”، مشدّدا بالقول: ''لن نغادر، ولن نكرر النكبة ولن نتخلى عن غزة كما تخلينا عن الحربايا، وهذه المرة سنظل مهما كان الثمن''.
ودمرت الحرب 9 من كل 10 بيوت في القطاع، وشردت 90% من سكانه. واستهدفت المستشفيات بشكل مستمر ودمرت البنى التحتية للمياه.
أما معزوزة أبو هندي (60 عاما) فتقول: ''عشنا مثل الحيوانات وأكلنا علف الدجاج والأرانب وفقدت ابنائي لكنني سأبقى وأكافاح على أرضي وأرفض مقترح ترامب الغريب.. أرفض بالمطلق فكرته للتشريد، لو أراد بناء غزة فليبنها وسنبقى''.
وغزاوية أخرى تدعى خالدة الشنبري، عبرت أيضا عن رفضها مغادرة أرضها، وقالت: ''لا ترامب ولا أي شخص آخر قادر على محونا... عندما هرب الناس إلى الجنوب، لم نغادر الشمال حتى خلال الكفاح الصعب.. عشنا على مدى عامين الجوع والقصف والخسارة ولكننا لا نزال هنا، وسنتحمل حتى ينتهي هذا الكابوس''.
(القدس العربي)
