خبير: الاحتلال يُصعد عملياته بالضفة.. وحذارِ من التوسع نحو حدود الأردن
اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني الدكتور نضال أبوزيد، في تصريح لموزاييك، اليوم الخميس 23 جانفي 2025، أنّ العملية الصهيونية في الضفة الغربية، والتي تحمل اسم "السور الحديدي"، تأتي ضمن مراحل تجسيد الأدبيات الصهيونية، حيث أنّ اسم العملية هو عنوان كتاب لأحد عرابي الصهوينية، وفق قوله.
وقال ابوزيد إنّ الاحتلال يُحاول تجسيد الأدبيات الصهيونية بالسيطرة على المنطقة التي تعرف لديه بمنطقة يهودا والسامرة، وهي منطقة الضفة الغربية.
وأضاف أنّ الاحتلال أطلق هذه العملية أسابيع قليلة قبل حلول شهر رمضان استباقا لتصاعد العمليات الفدائية المتوقّعة في الأراضي المحتلة خلال الشهر الكريم.
وأوضح المتحدّث أنّ الاحتلال يُحاول من خلال عملية "السور الحديدي" في الضفة الغربية إخفاء خسائره في قطاع غزة بعد أن أجبرته المقاومة على القبول بوقف إطلاق النار.
العملية الصهيونية في الضفة لن تكون كعملية غزة
وبيّن نضال أبوزيد أنّ جيش الاحتلال شهد مؤخّرا سلسلة استقالات في كبار مسؤوليه، مشيرا إلى أنّ عملية "السور الحديدي" في الضفة الغربية يقودها قائد قيادة المنطقة العسكرية الوسطى الجنرال افي بلوت، وهو أحد اليمينيين المتطرفين الذين ينتمون إلى مدرسة وزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
ورجّح أبوزيد أن تذهب عملية الصور الحديدي في الضفة الغربية إلى مزيد التصعيد، معتبرا أنّ "العملية لن تكون تقليدية أو شبيهة بالعمليات التي جدّت في قطاع غزة لاختلاف الديمغرافيا والجغرافيا".
تهجير أهالي الضفة إلى الأردن مرفوض
ورجّح المتحدث مزيد احتداد التصعيد الأمني الصهيوني في الضفة الغربية ومزيد خنق الأهالي من أجل دفعهم إلى النزوح والتهجير باتّجاه مناطق جنوب جنين ووادي برقان الواقع خارج المنطقة "ج" التي يسعى الاحتلال إلى السيطرة عليها.
وتنقسم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، وهي المنطقة "أ" التابعة إداريا وأمنيا للسلطة الفلسطينية، و"ب" التابعة أمنيا للسلطة الفلسطينية وإداريا للاحتلال، و"ج" التي لا تتبع أمنيا وإداريا لا للسلطة الفلسطينية أو الاحتلال باعتبارها تندرج في إطار مناطق الحلّ النهائي، وهي منطقة تُشكّل 61% من الأراضي المحتلة وتسعى حكومة كيان الاحتلال إلى السيطرة عليها، بما يُشكّل خطورة كبيرة على أمن الأردن باعتبار أنّ الاحتلال سيكون على مقربة من حدود البلاد، وفق تأكيده.
وبيّن أبوزيد أنّ خطورة إمكانية سيطرة الكيان المحتلّ على المنطقة "ج" المتاخمة للحدود الأردنية تكمن في أنّ عمليات تهجير أهالي الضفة الغربية ستكون إلى أقرب نقطة جغرافية، وهي الأردن.
وتابع أبوزيد أنّ الأردن ترفض ذلك كليا من خلال ما يُعرف بـ "اللاءات الملكية الثلاث" وهي "لا للتهجير.. ولا للتوطين.. والقدس خطّ أحمر"، معتبرا أنّ عملية "السور الحديدي" تٌكرس الاطماع الصهيونية بمزيد التوسّع نحو مناطق خاضعة لاتفاقيات السلام الدولية.
بمحاصرتها مخيّم جنين.. السلطة الفلسطينية شاركت الاحتلال عمليته بالضفة
وحذّر الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبوزيد من خطورة خلق فراغ أمني وسياسي في الضفة الغربية ومخيماتها قد يستفيد منه الاحتلال أو يشغله، بما يفقد السلطة الفلسطينية حاضنتها الشعبية، وذلك بعد التململ الحاصل الآن في عشائر جنين والخليل.
وبيّن ابوزيد أنّ السلطة الفلسطينية شاركت في العملية العسكرية الصهيونية بمحاصرتها مخيم جنين لما يفوق 42 يوما، وهو ما ساعد الاحتلال على خنق أهالي المخيم وإقامة حواجز في مختلف مناطق الضفة الغربية بما يدفع أهالي مخيمات جينين ونور الشمس بطولكرم إلى مزيد النزوح إلى خارج المناطق العمليات الصهيونية في ظلّ تواتر مؤشرات مواصلة الاحتلال المضي قدما في مزيد التصعيد وليس التهدئة، وفق تقديره.
الحبيب وذان