بسام النيفر:'الحد من التضخم في تونس مرتبط بتحسين الإنتاج وضبط الأسعار'
أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال لقائه أمس الأربعاء محافظ البنك المركزي فتحي زهير النوري على مزيد العمل من أجل الحدّ من نسبة التضخم التي بلغت %6,2 بهدف مواجهة غلاء الأسعار.
وفي قراءة لدعوة رئيس الجمهورية من المنظور الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي والمحلل المالي بسام النيفر في تصريح لموزاييك، إنه بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الحالي، من الملاحَظ استمرار التضخم وتأثيراتِه على الأسعار، مؤكدا أن السيطرة عليه مازالت بعيدة، وفق تقديره، إذ ظلّت الأسعار ترتفع بشكل تدريجي رغم الإبقاء على نسبة الفائدة المديرية عند مستوى 8%.
واعتبر الخبير في الاقتصاد أن المشكلة الحقيقية تكمن في الإنتاج، حيث أن الطلب موجود ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع، خاصة بعد الزيادات في الأجور التي تم إقرارها بداية من جانفي 2025، ممّا أدى إلى تعزيز القدرة الشرائية، وبالتالي فإن الطلب سيزداد، لكن العائق الأساسي يبقى في العرض والإنتاج، وهنا تكمن المعضلة الكبرى حسب تعبيره.
ولضبط الأسعار والحد من التضخم، أكد النيفر ضرورة التركيز على تحسين الإنتاج "لأنه هو الأساس"، لافتا إلى أن الإشكال الأكبر يتعلّق بالإنتاج الفلاحي، الذي يعاني منذ سنوات من مشاكل مرتبطة بشح الموارد المائية.
وفي هذا السياق، عبّر المحلل المالي والخبير الاقتصادي بسام النيفر عن أمله في أن تساهم الأمطار الأخيرة المسجلة في تحسين منسوب السدود ودعم الإنتاج، لكن التحدي الأكبر يتمثّل في تحسين الإنتاج الفلاحي بشكل عام.
كما أكّد النيفر أهمية العمل على تطوير الإنتاج الصناعي والمحلي الذي يحتاج بدوره إلى التحسين، ومن خلال هذه الإصلاحات، يمكن تعديل العلاقة بين العرض والطلب، وهو ما يسمح بتسجيل انخفاض تدريجي في الأسعار بوتيرة أسرع من تلك التي نشهدها حاليا، وفق قوله.
غفران العكرمي