مستشفى عين دراهم تحت أكوام الثلج:وضع صعب والتضامن واجب(صور)
ما تزال كميات الثلج بمدن الشمال الغربي في ازدياد وما يزال البرد ماكثا بكل ثقله في تلك المناطق، إذ شهدت ليلة أمس عين دراهم من ولاية جندوبة تساقطا لكميات هامة جعل ارتفاع الثلوج يصل إلى متر ونصف، وهو ما حوّل التنقل والتزود بالمؤونة ومواد التدفئة مهمة شبه مستحيلة للسكان الذين يعيش أغلبهم وضعيات اجتماعية صعبة.
مستشفى عين دراهم ينتصب وسط الثلوج ويواصل استقبال المرضى والولادات وحالات الاختناق وحتى الباحثين عن الدفئ، بلا كلل ولا تذمّر. والدكتور سمير عبد المؤمن طبيب طوارئ بمستشفى عين دراهم خير مثال على العمل الإنساني الحثيث الذي يقوم به كامل الطاقم الطبي بالمستشفى المحلي الصغير. وفي مداخلته في برنامج "صباح الناس" مع جيهان ميلاد، تحدّث الدكتور عن الحالات المتواصلة لولادات صعبة وصلت المستشفى بعد جهد جهيد، على غرار الطفلة هاجر التي وُلدت في قلب أكوام الثلج وتم انقاذها، ورضيع آخر نجح الطاقم الطبي والحماية المدنية في إيصال والدته إلى المستشفى قبل ولادته بعد أربع ساعات من المحاولات المتواصلة لتجاوز الثلج الذي غمر المسالك والطرقات.
كما يستقبل المستشفى حسب الدكتور عبد المؤمن حالات متواصلة لاختناق بـ"الزنزانة" جراء اللجوء إلى الفحم للتدفئة، آخرها حالة خطيرة لطفلة الأربعة عشرة سنة التي وصلت ليلة البارحة في حالة إغماء تام مرفوقة "بصرع" متواصل وتم اسعافها وحالتها حاليا مستقرة رغم عدم التمكن من نقلها إلى مستشفى جندوبة للقيام بفحوصات دقيقة أخرى.
في حين أكد المتحدث أن الحالات التي تتطلب تصفية دورية للدم قد تم إعلامها منذ أيام للقدوم والمكوث بالمستشفى، وتمكّن أغلبها من القدوم وتم نقلهم إلى مركز التصفية بطبرقة للمكوث هناك إلى حين انتهاء موجة البرد والثلوج، في حين التحق عدد آخر مؤخرا وتم التمكن من تأمين نقلهم أيضا بفضل تضافر مجهودات الطاقم الطبي والحماية المدنية والجيش والحرس الوطنيين.
ولئن يبدو الوضع العام مطمئنا، إلا أن المستشفى المحلي بعين دراهم يحتاج دعما وتبرعات لفائدة أهل هذه القرية الكرماء، إذ لم ينف الدكتور عبد المؤمن أن المستشفى رغم توفير التدفئة المركزية المتوفرة به إلا أنه صار يفتقد إلى أغطية بعد أن تم ارسالها جميعا إلى مراكز الإيواء بالجهة. كما تحتاج الأمهات حديثات الولادة إلى حليب الأطفال لمساعدتهن على مواجهة البرد والجوع خاصة لارتفاع أسعار اقتنائه. ويجدر التنويه إلى أن هذا المستشفى الصغير لم يغلق أبوابه أمام أحد وتحوّل بدوره إلى مركز إيواء أمام كل باحث عن الدفء، في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه المنطقة.
*صور من صفحة الدكتور سمير عبد المومن
أمل الهذيلي