قربص.. صور تكشف معاناة السكان مع الأوحال والسيول
تُوثّق عدسة الكاميرا هذا الصباح، في جولة في مدينة قربص، ما خلّفته السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة المتهاطلة ليلة أمس بمدينة قربص، حيث توثق الكاميرا ما بلغته السيول التي اجتاحت المنازل وغرف حمام قربص وبلغ مستواها المتر ارتفاعا.
وفي تصريح لموزاييك، أكّد حاتم الدبابي، أصيل مدينة قربص وناشط بالمجتمع المدني، تساقط حجارة كبيرة الحجم بفعل السيول الجارفة المنحدرة من الجبل. كما أكّد تضرّر عدد من المنازل بفعل الأوحال التي عبثت بتجهيزات منزلية حتى طافت فوق الماء المتراكم بالمنازل.
ووفق الدبابي، فإنّ زوار المدينة ممن توافدوا لقضاء عطلة الشتاء للاستجمام والانتفاع بالمحطة الاستشفائية أو ما يعرف محليا بحمام قربص قد قضوا ليلة صعبة محتجزين داخل الحمام أو في سياراتهم وتدخل المواطنون لإجلائهم.
وعلى وقع ليلة صعبة لم يجد الزوار بدا من مغادرة المدينة في ظلّ انقطاع شبكة الربط بالمياه الصالحة للشرب وغياب توفر مواد أساسية كالخبز وغيرها.
أمطارا غزيرة تحوّلت إلى طوفانية بفعل جغرافية المنطقة
وقالت نجوى دغبوج، عضو سابق بالمجلس البلدي في قربص وباحثة في الجيومورفولوجيا، إنّ منطقة قربص شهدت أمطارا غزيرة تحولت إلى طوفانية بفعل جغرافية المنطقة، حيث جرفت السيول المنحدرة من الجبل أحجاما كبيرة من الحجارة، كما أتت على السيارات الرابضة بالمكان واقتلعتها في اتجاه البحر. ووفق دغبوج فإنّ مختلف عمادات معتمدية قربص شهدت نزول كميات كبيرة من الأمطار تطلب تدخلات ناجعة وسريعة.
وشددت المتحدثة ذاتها على أنّ مشروع حماية مدينة قربص من الحجارة المتساقطة من الجبل ظل معطلا منذ سنوات دون أن يبت فيه أي مسؤول بالدفع الإيجابي ما يجعل منطقة قربص تواجه الانعزال كل شتاء وتشلّ حركتها التجارية ويتعطل سير حياة المواطنين.
ويذكر أنّ والية نابل هناء شوشاني قد أعلنت في تصريح اليوم لموزاييك، أنّها تنقلت منتصف ليلة أمس، إلى مدينة قربص لمعاينة الأوضاع بعد نزول كميات هامة من الأمطار بالمدينة تسببت في جريان السيول.
وأضافت المتحدثة نفسها: "تنقلنا لمعاينة الوضع ولمؤازرة المواطنين واتخاذ ما يلزم من إجراءات حينية".
ووفق شوشاني، فإنّها أذنت اليوم بإرسال فريق من الإدارة الجهوية للتجهيز للتدخل في جهر الطرقات ومعاضدة مجهودات الفرق المحلية، لافتة إلى أنّ ما عاينته يتطلب متابعة للوضع في الأيام القادمة.
وقالت شوشاني إن الفيديوهات التي تم تداولها بعضها صحيح وبعضها مزيف وأن ما عاينته من خسائر ليس بالحجم الذي تم تهويله.
وبخصوص مشروع حماية مدينة قربص من الحجارة التي تتساقط من الجبل بفعل الأمطار ، وهو مشروع معطل، أكدت والية الجهة أنها ستتخذ ما يلزم من إجراءات في غضون الأيام القادمة.
سهام عمار