معلّى والماجري: التدخّل العسكري في مصلحة الشعب الليبي
This browser does not support the video element.
أكّد المتابع والمحلّل للشأن الليبي غازي معلّى في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 22 فيفري 2016 أنّ أغلبية الشعب الليبي رحّب بالضربة العسكريّة الأجنبيّة ضدّ عناصر إرهابيّة، مستغربا تهويل التونسيين ورفضهم، متابعا " إن كان صاحب الشأن موافقا فلما ننزعج نحن؟" على حدّ تعبيره.
وتابع أنّ الإرهاب أصبح شبيها بالسرطان المنتشر في ليبيا خاصّة أمام ضعف أجهزة الدولة وتفتّت السلطة، مشيرا إلى أنّ ليبيا في حاجة إلى المساعدة وعمليّة القضاء على 50 إرهابيّا أثبتت متابعة القوات الغربيّة لهذه المجموعات التي كانت تحضر لعملية إرهابية في تونس أو ليبيا.
وشدّد معلّى على أنّ تونس أوّل المستفيدين من هذه الضربات العسكريّة في ليبيا، قائلا إنّ اللوم الوحيد هو عدم وجود تنسيق بين الحكومة التونسية والليبية لمعرفة نوايا هؤلاء الأشخاص والمطلوب اليوم التنسيق بين السلطتين للتحقيق مع المصابين لمعرفة ما كانوا ينوون القيام به على وجد التحديد.
واستغرب المتابع والمحلّل من القول أنّ التدخّل الأجنبي هدفه الاستحواذ على النفط الليبي لأنّ السوق العالميّة توفّر 2 مليون برميل يوميّا لا يوجد من يشتريها كما أنّ سعر البرميل في حدود الـ 30 دولارا وأمريكا أصبحت دولة مصدرة، وبالتالي فالدول العربية المنتجة هي "مجرد حارس" لهذه الثروة التي تبيعها بالسعر والوقت الذي يحدّده الغرب وعائداتها تودع في البنوك الغربية "والحديث عن رغبتهم في الاستيلاء على النفط أمر مغلوط لأنهّم يتحصلون عليه دون حرب ودون جهد" على حدّ تعبيره.
كما تحدّث ضيف ميدي شو عن تدخل دول الجوار، مشيرا إلى تباين المواقف بين تونس والجزائر ومصر باعتبار أنّ الجميع يبحث عن مصالحه، معتبرا أنّ مصر لها أجندة واضحة ورغبتها التخريبية جليّة حيث رفضت الحكومة التوافقية، أمّا الجزائر وتونس فتسعيان إلى التهدئة وتركيز حكومة توافقية.
واعتبر عازي معلّى أنّه لا يمكن التعويل على توافق هذه الدول لإيجاد حل يخدم المصلحة الحقيقية لليبيا، مضيفا أنّ تونس غير قادرة على تنفيذ ضربات في الأراضي الليبية كما أنّ الشعب الليبي سيرفض بدوره. كما شدّد على أنّ تونس دورها سياسي بالدّرجة الأولى وليس عسكري.
وطالب الحكومة التونسيّة بتحمّل مسؤوليتها من خلال الأخذ بزمام المبادرة لتقريب وجهات النظر، قائلا " نحن قادرون على إذابة الجليد بين الجماعات المتناحرة عسكريا أو سياسيا لانّ تونس الملاذ الوحيد الآمن الذي يحبّذه الليبيون".
وقال معلّى إنّ الحكومة التونسيّة ترغب في لعب دور في الفوضى الليبيّة لكنها لا ترغب في الفشل لهذا عند تأكدها من أن دورها سيكون مؤثرا ستتدخل فورا ولن تتأخر، حسب تعبيره.
من جانبه اعتبر الوكيل السابق بوزارتي العدل والخارجية الليبيتين حميدة الماجري أنّ ليبيا في حاجّة ماسّة إلى المساعدة لأنّها أصبحت بؤرة خطر على نفسها وعلى بقية البلدان، مؤكّدا أنّه كنشاط سياسيّ ليس ضدّ هذه الضربات الأجنبية لأنّ بلاده في حاجة إلى القضاء على هذه العناصر التي بصدد التكاثر والتي كانت بصدد التحضير لعمليات إرهابية.
وقال إنّ لا أحد سيستفيد من خوض حرب في ليبيا اليوم والحديث عن الاستعمار لا يستقيم في ما يُعاش لأنّ الاستعمار لا يكون عبر الجيوش والبزّة العسكريّة.
وتابع ضيف ميدي شو أنّ الجميع يجزم أنّ "تونس والجزائر دولتين جادتين في إيجاد التوافق الليبي لكن ليس بالشكل الكافي، عكس بعض الدّول التي رفضت مساعدتنا بسبب تصفية حسابات قديمة" حسب تعبيره.