languageFrançais

دفعهم البؤس إلى السكن في أكواخ..عائلات على قارعة الطريق!

This browser does not support the video element.

جنوب ولاية القصرين وعلى بعد 30 كلم من مركز مدينة القصرين، تنتصب أكواخ على قارعة الطريق بعد أن بنيت من القصدير ومن بقايا حجارة جبل السلوم غير  البعيد عن منطقة المزيرعة من معتمدية حاسي، التي تعاني الفقر المدقع.

وداخل الأكواخ مأساة متواصلة منذ أشهر عديدة، حيث تجد رضعا على حشايا هشة كحياة عائلاتهم، كوخ بمساحة لا تتجاوز بعض الأمتار المربعة هو المرقد والمطبخ والفسحة والمسكن.

وأكد صالح البالغ من العمر 37 سنة، ويقطن بأحد أكواخ المزيرعة، إن دخله وهو  العامل يومي في مجال البناء لا تتجاوز بعض الدنانير في الشهر وظروفه القاسية لا تسمح له بتسوغ منزل يضمن الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية له ولزوجته ولبنتيه الرضيعتين.

وقال أن الظروف وحدها تدفعه إلى السكن في خيمة لا توفر الحد الأدنى من الحماية له ولعائلته، على قارعة طريق حاسي الفريد، لافتا إلى أن أزمة الكورونا عمقت مأساته، المأساة، فبعد توقف العمل في مجال البناء هو لا يعيش الآن إلا من المكرمات  وهي قليلة ومحدودة.

غير بعيد عن كوخ صالح ينتصب كوخ قصديري هش آخر لكهل خمسيني اسمه عمر. بُني من الطوب والطين وبقايا أغصان الأشجار وحجارة الجبال المجاورة وتقطنه عائلة تتكون من 5 أشخاص منهم 3 أطفال حرموا من كل حقوقهم الطبيعية منذ ما يفوق السنتين.

وقال عمر أن الكوخ لا يحميهم من صقيع شتاء المرتفعات القاسي  أو من لهيب الصيف، لكنه لا يمتلك حلولا أخرى. هو يهرب بأبنائه أحيانا إلى منازل أقاربه في المنطقة وقت تهاطل الأمطار خشية سقوط الكوخ، ليرجعهم  إليه بمرور العواصف.

وتابع أنه يخشى على نفسه وعلى أبنائه من الزواحف التي تحيط بمسكنه غير اللائق، وهو لا يعيش في الأزمة  إلا بما يوفره له والده أو أقاربه من إعانات. 

سكان أكواخ المزيرعة أكدوا أنهم لم يتلقوا إعانات من الدولة ولم يسجلوا في أي برنامج يوفر لهم السكن اللائق.. وكأن الأكواخ التي انتصبت جلية على قارعة طريق حاسي الفريد تصرخ وسط الناس حكّاما ومحكومون، لتحدثهم عن هشاشة وضع متساكني المنطقة وتذكرهم بالحقوق الإجتماعية والاقتصادية المسلوبة لهذه الشريحة، فلا تُسمع ولا تُرى من قبل أحد.

برهان اليحياوي.