languageFrançais

القصرين: ريقوتة وأجبان تقليدية بنكهة الشغف وإكليل الجبال

This browser does not support the video element.

ككل يوم في شهر رمضان، وفي حدود الساعة السابعة صباحاً، يختار فيصل حقي الحليب بعناية من عربات الفلاحين التي تجوب مدينة القصرين. يعاين جودته بدقة قبل أن يقتني حاجته لصناعة الجبن والريقْوتة.

ومع سكون الحركة التجارية الذي يفرضه الشهر الكريم في هذا التوقيت، يبدأ فيصل يومه في عمل مزج بين التقاليد العريقة ورغبة التجديد.

فيصل، الشاب الحامل لشهادة جامعية في المالية، وجد نفسه بعيداً عن الوظيفة العمومية، لكنه لم يستسلم، بل قرر أن يحوّل حبه للأجبان إلى مشروع متفرّد في محله الصغير، الذي خصصه لصناعة الجبن التونسي التقليدي والريقْوتة، مضيفاً لمسته الخاصة المتمثلة في نكهة إكليل جبال القصرين، التي تمنح منتوجه مذاقاً فريداً لا يضاهى.

يقول فيصل وهو يراقب تفاعل الحليب مع النار " طعم المنتوج المشبع بالإكليل لا نظير له.. نعم، أعتمد على تقنيات تقليدية، لكنني أبحث دائماً عن لمسة جديدة. الأجبان ليست مجرد مهنة بالنسبة لي، بل هي شغف لا ينتهي...".

في الداخل، تختلط رائحة الحليب الطازج بصوت حركة الأواني، فيما ينهمك فيصل في تصفية المادة الأولية، ثم تسخينها، وفق تقنيات تضمن سلامتها وجودتها. يشرح لموزاييك تفاصيل المراحل التي تمر بها الأجبان والريقْوتة، من ضبط درجات الحرارة إلى فصل المكونات وتشكيل المنتوج النهائي.

تمر عملية الإنتاج بمراحل دقيقة: تسخين، إضافة مكونات مختارة بعناية، قياس درجات الحرارة، جمع الجبن، ثم إعادة سكب الحليب الطازج لصناعة الريقْوتة. كلها خطوات أتقنها فيصل عبر الزمن، وحافظ من خلالها على تقاليد قديمة، مع إضفاء لمسته الخاصة.

أمام كاميرا موزاييك، يتحدث فيصل عن مشاريعه المستقبلية في عالم الأجبان، وعن فرحته كلما نجح في صناعة منتوجات تحمل بصمته الخاصة.

بحلول الساعة العاشرة، يصطف الجبن الطازج والريقْوتة على الطاولة، في انتظار أن يكونا جزءاً من وجبة رمضانية على جل موائد سكان المدينة.

من عالم الحسابات والأرقام إلى عوالم الأجبان، وجد فيصل نفسه وسط رحلة جمعت الحليب بالإكليل. وفي كل قطعة جبن يصنعها، تتجلى قصة قديمة تتجدد، وشغف لا يعرف الكسل أو الركود.

برهان اليحياوي