'صفّة الحدادة'.. جزء هام من تاريخ تطاوين مهدّد بالاندثار
This browser does not support the video element.
الحي الحرفي للحدادة التقليدية أو "صفّة الحدادة "، كما يحلو لأهالي تطاوين تسميته جزء هام من تاريخ تطاوين ومعلم وإرث يروي مع كل صورة وزيارة تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية للاجداد، اذ تعتبر "صفة الحدادة" شاهدا على دورة السنة بمحطاتها ومواسمها (الحرث، الحصاد...).
ويعد هذا الحي متحفا يحفظ ما عملت التكنولوجيا على انهائه (المنجل، التكورة، المحشة الفاس، البريميس، البابور، الكانون الحديدي، القزدير والملوج ...) بالاضافة إلى أنه كان يمثل احد المكونات الاساسية لسوق تطاوين عندما تم تركيزه.
عبد الله الشبلي حفيد أحد قدامى حرفة الحدادة و مؤسسي "صفة الحدادة "، أكد لموزاييك أن هذه المهنة العريقة والضاربة في التاريخ كانت أساسية في الجنوب الشرقي حيث تم تركيز الحي الحرفي للحدادة مع بداية القرن 19 عند انشاء المدينة بالجهة باعتبار اهميته في حياة أهالي الجهة فهذه المهنة كانت تلبي كل حاجياتهم، فقد كان محل الحدادة يمثل احد المكونات الاساسية للقصور التي يقطنها الأهالي في تطاوين في قديم الزمان، وحاضرة في كل أجزاء الحياة اليومية للأهالي على طول الموسم حيث يوفر حاجيات المطبخ، الفلاحة، السلاح، عيد الاضحى (شحذ السكاكين ..)، موسم الجز (تجهيز الجلم، المقص..) والانارة .
اما فيما يخص الادوات المستعملة في مهنة الحدادة فقد اشار الشبلي إلى أن ابرزها هي الحجارة التي يتم جلبها من الجبل وصقلها وتهيئتها لاستغلالها لشحذ السكاكين والالات الحادة بالإضافة إلى "النافوخ" الذي يوفر الهواء لاشعال النار كما قام عدد من الحرفيين بتطوير وسائل العمل من خلال استعمال الالات الكهربائية وساهمت في تسهيل العمل وتسريعه .
من جهة اخرى أفاد الشبلي بأن هذا الجزء الهام من تاريخ تطاوين مهدد حاليا بالاندثار، حيث تم غلق أغلب المحلات والابقاء على 3 منها فقط من بين 11 محل حدادة بـ "الصفة، مما يوحي بأن المهنة قد تندثر بالرغم من تشبث البعض بها واصرارهم إلى تمرير المهنة لابنائهم .
الحبيب الشعباني