كسرى : الزيدي الأصيل ملك أنواع الكرموس جودة ومذاقا
This browser does not support the video element.
على سفح أعلى منطقة مأهولة بالسكان بالبلاد التّونسية تتعانق أشجار التين والزيتون مشكلة لوحة فسيفسائية خضراء على الدوام ، وعلى امتداد كيلومترين تمتد بساتين التين بكسرى جنوب ولاية سليانة بين مجاري المياه و الصخور و في الأودية تقاوم صيفا استثنائيا بفضل مياه العيون الجارية من اعالي الجبال .
نسيم زقية فلاح اصيل منطقة كسرى العليا استقبلنا في بستانه وقال ان الجهة تنتج اكثر من 46 نوعا من الكرموس غير ان الكرموس الزيدي يعتبر ملك جميع الأنواع من حيث الجودة و المردودية و المذاق ، وتعد معتمدية كسرى رائدة في زراعة الكرموس الزيدي وخاصة في اتباع طرق العناية التقليدية بالشجرة مع المحافظة على النظم التقليدية في الري من المنابع الطبيعية .
وأكد محدثنا مواصلة أبناء الجهة العمل على المحافظة على النظم البيولوجية في رعاية أشجار التين خاصة منها الري التقليدي والتي تعتمد أساسا على التحضير الجيد للاحواض الواسعة إلى جانب التسميد بالاسمدة الطبيعية دون اللجوء للمواد الكيميائية والتلقيح بالذكار (ثمار التين مجففة) وهذا ما يميز الكرموس الزيدي بكسرى عن غيره، ناهيك عن لونه الاسود الناصع ولبه الاحمر وطعمه الحلو اللذيذ العسلي.
كما لفت زقية انه رغم شهرة المنطقة بتعاطي زراعة التين الزيدي بالنظم التقليدية اذ يعد مورد رزق العائلات الوحيد، تبقى اشكالية الارشاد الفلاحي قائمة خاصة مع انتشار عدة امراض فطرية تضرب جذور الشجرة داعيا السلط المحلية والجهوية للتدخل في المعاينة والارشاد و المحافظة على الشتلة الأصلية من الاندثار.
وللاشارة فإن الثراء الطبيعي والبيولوجي لمعتمدية كسرى رجحها ان تكون محل دراسة من مكتب دراسات تابع وزارة البيئة و السعي نحو تصنيف غاباتها ضمن التراث البيولوجي العالمي على غرار غارالملح و دجبة وقرقنة، بهدف تثمين المنظومات الفلاحية التقليدية القديمة .
نبيهة الصادق