الاكتئاب الموسمي.. أسبابه وطرق علاجه
تجد عودة تنامي ظاهرة الانتحار ومحاولة الانتحار، خلال شھر سبتمبر 2021 بعد تراجعھا في الأشھر السابقة، تفسيرها في عدة عوامل نفسية أهمها الاكتئاب الموسمي، حسب ما يؤكده المختصون في علم النفس والاجتماع.
ويفسر المختص في علم النفس سفيان الزريبي، في تصريح لوكالة تونس لفريقيا للأنباء ، ارتفاع ظاھرة الانتحار ومحاولة الانتحار خلال فصل الخريف، والتي أكدتها احصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لشهر سبتمبر الماضي التي أحصت 15 حالة ومحاولة انتحار، بما يسمى بتنامي الاكتئاب الموسمي تزامنا مع هذه الفترة، والذي يؤدي إلى الإصابة بتموجات ميزاجية ووجدانية وبيولوجية تزيد من حدة الإحساس بالإحباط و اليأس اللذان يغذيان فكرة الإقبال على الانتحار في ذهن فئة من المكتئبين.
ومن جهته يعتبر المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله ،أن تميز فترة الصيف بالعطل والمناسبات السعيدة وبالاقبال على الترفيه عن النفس من شأنه أن يحجب الأفكار السلبية واليائسة في نفوس البعض لتعود الى الظهور من جديد مع شهر سبتمبر الموعد المخصص للعودة المدرسية و استئناف العمل بنظام الحصتين في الوظيفة العمومية وهو ما يعني عودة الضغوطات النفسية وتزايد المسؤوليات.
ويشير تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لشهر سبتمبر 2021 إلى عودة ظهور حالات ومحاولات الانتحار في صفوف الفئة العمرية الأقل من 25 عاما وھي فئة يمثل الأطفال والمراھقون نحو 40 بالمائة منھا، الأمر الذي فسره أولاد عبد الله بانسداد الآفاق المستقبلية أمام الشباب وتزايد إحساسهم باليأس نحو بناء مستقبل أفضل في ظل الظروف الصعبة والغامضة التي تعيشها البلاد.
وتساءل أولاد عبد الله عن الدور المنوط بعهدة العديد من الهياكل والبرامج الحكومية و الموارد البشرية المختصة في تقديم الإحاطة النفسية والاجتماعية للفئات التي تعيش هشاشة نفسية مشددا على أن الإعلام فشل، حسب تقديره، في التعريف بخدماتها التي كانت من الممكن أن تمحو فكرة الانتحار من أذهان العديد وتنقذ العديد من الأرواح، حسب تعبيره.
ومن جهته ،ثمن الزريبي دور المختصين النفسيين والاجتماعيين وأفراد العائلة في تقديم الإحاطة النفسية و الاجتماعية للأشخاص الذين يعيشون هشاشة نفسية واجتماعية قائلا : "إن تجاهل البوادر الأولى لحالات الاكتئاب يؤدي الى تعكر الحالة النفسية للشخص التي قد تقوده إلى تنفيذ محاولة انتحار."
ومن ناحيته أكد أولاد عبد الله أنه لا يمكن تحميل العائلة المكبلة بالضغوطات الاقتصادية والاجتماعية وحدها عبء التنشئة الاجتماعية لأطفالها ومراهقيها ما دام الزمن المدرسي ونظام العمل بالحصتين لا يسمحان لأفراد العائلة بالالتقاء وقتا كافيا من أجل التناقش والحوار وتبادل الانشغالات.
ويذكر أنه ذكر أن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية كان قد أعلن عن تسجيل 12 حالة ومحاولة انتحار في شهر أوت الماضي، و11 حالة ومحاولة انتحار في جويلية، و9 حالة ومحاولة انتحار في جوان الماضي.