من داعشية إلى متعهدة حفلات: هاتف يفضح تونسية في ألمانيا
نشرت قناة ''الآن'' على موقعها تحقيقا استقصائيا حول تونسية ''داعشية'' انضمت إلى التنظيم الإرهابي في سوريا سابقا، واليوم عادت للعيش في ألمانيا في حياة وصفتها صاحبة التحقيق بـ"الرغيدة"، حيث أصبحت مترجمة ومنسقة أحداث ومناسبات وحفلات.
وكشف التحقيق الذي قامت به الصحفية جنان موسى، ونشرت أجزاء منه على صفحتها على تويتر، حقائق عثرت عليها في هاتف الداعشية أميمة عبدي التي تحمل أيضا الجنسيّة الألمانية.
أميمة عبدي، ووفق حسابِها على موقع LinkedIn للتوظيف، تعمل مترجمةٌ وتنظم مناسباتٍ في مدينة هامبورغ الألمانية، وهي من مواليد 1984 في مدينة هامبورغ، كانت تتلقّى معونات اجتماعية من الدولة الألمانية.
وعن وضعيتها الحالية، ووفق المدعي العام الألماني، الذي ينشر بشكلٍ مستمر قوائم بأسماء جميع المواطنين الألمان المتهمين بجرائم متعلقةٍ بالإرهاب، لم يذكر على قائمته اسمها حتى الآن، ما يوحي أنها لم تُتهم بارتكاب أيّ جرم عند عودتها من سوريا إلى ألمانيا.
لكن مركز التوظيف الألماني كان قد أعلن سنة 2015 أنّ أميمة عبدي لن تتحصّل على المزيد من المساعدات الحكومية لأنّها غادرت إلى خارجِ البلاد وتحديداً إلى سوريا رغم إنكار عائلتها وقولهم إنّها كانت في زيارة إلى تونس وتركيا ولم تسافر قطّ إلى سوريا.
الجانب المظلم من حياة أميمة
وأظهرت الصور التي عثرت عليها صحفية قناة "الآن" ووصفتها بالجانب المظلم من حياتها عقب انضمامها لتنظيم داعش في سوريا سنة 2015، وهي تحمل السلاح، وأطفالها الصغار بملابس داعش، كما تصوّر ابنها الصغير وهو يحمل مسدساً وجهازاً لاسلكياً.
صور أخرى أظهرت زوجها نادر يحمل قاذف صواريخ ومسدساً ورشّاش "كلاشينكوف"، أما داخل منزلِهم فكانت كتابات متشددة وأسلحة مرمية على الأرض. والتقطت صورة لابنهم الصغير مع قائد داعش النمساوي محمد محمود، قاتل وسفاح آخر كان قد أعدم سوريين أمام الكاميرا في مدينة تدمر.
كما ظهرت ابنتها الكبرى (8 سنوات) وهي ترتدي الحجاب في الأشهر الأولى لهم في سوريا ومن ثم تطور الأمر حتى بدأت تلبس "الجلباب"، أما في صورها الأخيرة ظهرت وهي تلبس "النقاب"، وقد انخرطت في مدرسة تابعة لداعش.
وكشفت الصور ومقاطع الفيديو مفاجأة أخرى وهي زواجها للمرّة الأولى وإنجابها لطفلة قبل أن ترتبط في ما بعد باثنين من أشهر أعضاءِ تنظيم داعش، حيث ارتبطت بالإرهابي "نادر حدرة" من مدينةِ فرانكفورت الذي التحقت به إلى سوريا، ومن ثم تزوجت بالإرهابيّ "دينيس كاسبرت" القيادي في تنظيم داعش ويدعى "ديزو دوغ".
وبيّن البحث الاستقصائي أنّ أميمة عبدي خلعت نقابها في محاولة للقطع مع ماضيها لكن محتوى هاتفها كشف تفاصيل الفترة التي عاشتها صلب التنظيم، مشيرا إلى أنّ الشابة التونسية بدأت تتغير منذ سنة 2011 في ألمانيا ما مهد الطريق لانضمامها لداعش لاحقا، بالتعاون مع شقيقتِها نورا، التي فتحت في مدينة هامبورغ متجراً إلكترونياً يدعى "متجر المؤمن".
خاتم..كعكة زفاف.. فانتقال إلى سوريا
وقد التقت في 2012 متطرفين مقيمين في فرانكفورت، من بينهم نادر حدرة الذي تزوجته لاحقاً في شهر ماي من نفس السنة ونشرت آنذاك صورا لكعكة الزفاف وصورتها رفقة زوجها والخاتم الذي أهداها إياه، ويذكر أنّه ألماني من أصول مغربية قضى بعضَ الوقت في مصحّة مخصصة لمعالجة الأمراض العقلية والمدمنين على المخدرات التحق بتنظيم داعش ، كنيته الجهادية هي" أبو بلال المغربي".
في جانفي 2015، سافرت أميمة وأطفالُها الثلاثة من ألمانيا إلى سوريا عبر تركيا، لتلتقي بزوجها نادر حدرة الذي سبقها إلى منطقة سيطرةِ تنظيم داعش في شمال سوريا.
وعثرت الصحفية في هاتف أميمة على عدّة رسائل بعثتها لزوجها نادر خلال قتالها على غرار "أتمنى من الله أن تعود إليّ مرّة أخرى، إن لم يكن في الدنيا، ففي الآخرة إن شاء الله". لكن رسائلها المتكررة لم تلق رداً، وذلك لأنه قُتِل حول عين العرب كوباني.
وكتعويض عن خسارتها لزوجها، يدفع تنظيم داعش لها 1310 دولار أمريكي. كما أقر التنظيم بأنها "زوجة شهيد" لتحصل على إذنٍ للانتقالِ من الرقة نحو محافظةِ حمص.
زواجها الثالث من "أبوطلحة الألماني"
بدأت أميمة و"ديزو دوغ" بقضاء الوقت سوياً وأصبحا يلتقطان العديد من الصور معاً، وعثر في هاتفها على صورة لقصيدة حبّ موقّعة منه. وفي نهاية المطاف تزوجا لتنتقل هي وأطفالها للعيش في منزلِه.
"ديزو دوغ" من مواليد 1975 ألماني من أصول غانية، وهو مغني راب سابقاً، قيادي مشهور في صفوف تنظيم داعش، كنيته الجهادية هي أبوطلحة الألماني.متهمٌ بالقتل وفي إحدى فيديوهات داعش ظهر وهو يحمل رأساً مقطوعا، وقد وضعته الولاياتُ المتحدة الامريكية على قائمةِ الإرهاب. قتل في جانفي 2018 وفق مؤسسة وفاء الإعلامية الموالية لتنظيم داعش.
وكانت أميمة في الأثناء تدير حساباً على تويتر باسم freeoursisters1، تنشر فيه البروباغندا لصالحِ تنظيم داعش متلقية رسائل من جميع أنحاءِ العالم من المتأثرين بفكرِ داعش يطلبون منها المساعدة أو النصيحة.
وفجأةً توقف توثيق أميمة لحياتها في أراضي التي تسيطر عليها تنظيم داعش، فكانت الصور الأخيرة لها على هاتفها مأخوذة في نهايةِ عام 2015.
الصحفية جنان موسى أعلنت أيضا أنها عثرت على خريطة غامضة في هاتفها وحساباتِ مصرفية وأرقام هواتف واتساب إضافة إلى هوية ألمانية خالية من الصورة التعريفية وصورة دعائية لداعش فيها "أن الانتقامَ سيكون أمام منزلكم".