languageFrançais

ذكرته الرئاسة في بلاغها.. ما هي قصّة ''جزاء سِنِمَّار''؟

سنّمار.. هو إسم ذكر في بلاغ لرئاسة الجمهورية، حيث شبّه قيس سعيّد ''جزاء سِنِمَّار'' بأجر المتقاعد في القطاع الخاص الذي أفنى عقودا من حياته في العمل''، هذا التشبيه من الأمثلة العربية الشهيرة والتي ماتزال دارجة إلى اليوم... فما قصة جزاء سِنِمَّار ؟؟ 

سِنِمَّار هو اسم بيزنطي لمهندس معماري بيزنطي مشهور ومبدع في البناء، ذكر التاريخ أنّه نال شرف بناء ''قصر الخورنق'' الشهير للملك النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي الذي كان ملكا على إمارة الحيرة، وهي إمارة عربية تابعة لدولة الفرس. هذا النعمان أراد أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به أمام العرب والفرس، فوقع الاختيار على سِنِمَّار'' الشهير لتصميم وبناء هذا القصر.

وبعد أن استدعى الملك المهندس الشهير وكلفه ببناء القصر، أصبح سِنِمَّار يعيش فقط من أجل عطية الملك وجزاء عمله الذي سيزيده شهرة. 

تقول كتب عن سيرة الملك نعمان أن سِنِمَّار استغرق في بناء هذا القصر30 سنة، حتى أن الناس كانت تعجب من جماله عند المرور به. وعندما اتم مهمّته جاء النعمان ليعاين البناء، وبعد ذلك أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار وقال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ''جزاني لا جزاه الله خيرًا إن النعمان شرا جزاني رصصت بنيانه عشرين حجة أتممته عنه رماني''، وفق ما جاء في كتب عن سيرة النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي، ولم تثبت صحّة هذه المقوله من عدمها .

ويزعم كتاب السير أن سنمار قال للنعمان في محادثة قصيرة قبل أن يأمر برميه من فوق القصر ما يلي: ''أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت. فسأله النعمان: فإنك لتحسن إذن أن تبني أجمل من هذا ؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر. وقيل أيضا أن سنمار قال للنعمان: ''إني أعرف موضع آجرة لو زالت لانقض القصر من أساسه ! فقال له النعمان: أيعرفها أحد غيرك ؟ فأجاب السنّمار بلا... فقال النعمان '' دعها إذن ولن يعرفها أحد غيرك وأمر برميه من أعلى القصر''، فأصبحت قصته مثلا يتداوله العامة ويقولون (جزاءه جزاء سنمار) في كل من يحسن في عمله فيكافأ بالإساءة إليه.