أمينة فاخت تُضيء 'كازا طرب' وتُعلن عن عودة قوية قريبًا

وسط أجواء طربية مميزة وحضور جماهيري كثيف، أحيت المطربة التونسية الديفا أمينة فاخت، مساء الأربعاء 26 مارس 2025، حفلًا فنيًا استثنائيًا في "كازا طرب" بفضاء كليوباترا قمرت.

 وكعادتها، أبهرت الحاضرين بأدائها الفريد، حيث قدمت باقة من أغانيها القديمة التي شكلت جزءًا من الذاكرة الفنية التونسية، إلى جانب أعمالها الحديثة وبعض الأغاني التراثية. 

وقد تميز الحفل بتفاعل لافت من جمهور متنوع من مختلف الأجيال، ما يعكس استمرارية تأثيرها الفني على مدى العقود.  

محبة متبادلة وتفاعل استثنائي

في تصريحها لموزاييك عقب الحفل، عبرت أمينة فاخت عن سعادتها الكبيرة بتفاعل الجمهور، مؤكدة أن العلاقة التي تربطها بمحبيها تتجاوز مجرد الأداء الغنائي، حيث قالت: "أنا لا أبحث عن الغناء فقط، بل عن تقديم شيء صادق يصل إلى الناس بمحبة. اليوم رأيت جمهورًا يضم مختلف الأعمار، وهذا دليل على أن الفن الحقيقي لا يشيخ ولا يفقد قيمته مع الزمن."

وأضافت أمينة فاخت "ما أقدمه على المسرح هو انعكاس لما أشعر به، فأنا لا أغني لأداء الواجب، بل أقدم كل شيء بحب. الجمهور يبادلني هذا الشعور، وهذا ما يجعل كل حفلة تجربة فريدة ومليئة بالسلام والمحبة."

كما شددت فاخت على أن هذا التفاعل الحار هو الذي يدفعها للاستمرار والعطاء، مؤكدة أن الموسيقى الحقيقية تتجاوز الحدود الزمنية وتحافظ على مكانتها في قلوب المستمعين مهما تغيرت الأجيال.  

غياب مؤقت وتحضير لعودة قوية

رغم أن أمينة فاخت لم تكن حاضرة بشكل مكثف في الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة، فإنها أكدت أنها لم تنقطع عن العمل، بل كانت منشغلة بالتحضير لمشروع فني جديد، حيث كشفت عن نيتها العودة بقوة من خلال عمل ضخم ستقدمه قريبًا.

وأفادت أمينة فاخت "أعلم أن الجمهور يشتاق إليّ، وأعده بأنني أعمل على تحضير شيء مميز، ستكون عودة قوية في المهرجانات الصيفية، وسنقدم عرضًا يبقى في تاريخ الأغنية التونسية. لا أحب أن أعد بالكلمات فقط، لكنني أؤكد أن العمل القادم سيكون في مستوى تطلعات الجمهور التونسي العظيم."

وأضافت المطربة أمينة فاخت "أنا أؤمن بأن الفن رسالة ومسؤولية، لذلك لا أقدم أي عمل إلا عندما أكون مقتنعة بأنه سيصل إلى الناس ويترك أثرًا. ما أحضّره حاليًا سيكون مختلفًا ومميزًا، وسيسعد جمهوري الذي لطالما دعمني في مسيرتي."

احترام الجمهور.. سر نجاح أمينة فاخت

عُرفت أمينة فاخت منذ بداياتها بعلاقتها القوية بجمهورها، حيث لم تكن يومًا فنانة متعالية أو بعيدة عن الناس، بل كانت دائمًا قريبة منهم على المسرح وخارجه. وعن هذه العلاقة الخاصة، قالت "النجاح الحقيقي لا يأتي من فراغ، بل من احترام الجمهور وتقديم الفن بكل إخلاص. أنا لا أصعد إلى المسرح لأداء روتيني، بل أعيش كل لحظة وأحاول أن أنقل إحساسي بكل صدق. لهذا أحرص دائمًا على التحضير الجيد لكل حفلة، لأن الجمهور يستحق الأفضل دائمًا."

وأضافت أمينة فاخت"أعرف أن البعض في الساحة الفنية قد يعتبر الجمهور مجرد مستمع، لكن بالنسبة لي، الجمهور هو شريك في كل عرض. بدون محبته وتفاعله، لا يمكن لأي فنان أن يستمر." 

رسالة حب إلى تونس والجمهور

لم تغفل أمينة فاخت خلال حديثها عن التعبير عن حبها العميق لتونس، حيث أكدت أن الفن هو أحد العوامل التي تعكس روح البلد وثقافته. وقالت "تونس هي بلد السلام والمحبة، وجمهورها لا يشبه أي جمهور آخر. جمهورنا متفتح، يسمع كل الألوان الموسيقية ويتذوق كل أنواع الفن، وهذا ما يجعله مميزًا. أتمنى أن تبقى بلادنا دائمًا مضيئة بالفن الراقي والثقافة المتنوعة."

وفي ختام حديثها، وجهت رسالة محبة إلى جمهورها في مختلف المدن التونسية.

 كما لم تنسَ تهنئة الحاضرين والمستمعين قائلة: "أتمنى لكم عيدًا مباركًا، وكل عام وأنتم بألف خير. المحبة التي عشتها الليلة لا تقدر بثمن، وأتمنى أن تبقى تونس دائمًا متألقة، وعنوانها السلام والتفتح والإبداع."

حفلة استثنائية تعد بمستقبل فني مشرق

لم يكن حفل أمينة فاخت في "كازا طرب" مجرد ليلة طربية عادية، بل كان احتفاءً بفنانة استطاعت أن تحافظ على مكانتها في قلوب التونسيين رغم مرور السنوات. ومن خلال وعودها بعمل جديد يحمل بصمة خاصة، يبدو أن الجمهور التونسي سيكون على موعد مع عودة قوية لواحدة من أبرز الأصوات التي أثرت المشهد الفني في تونس والوطن العربي.

صلاح الدين كريمي