بهذا نعى حمّة الهمامي حمادي العقربي
نشر الأمين العام لحزب لحزب العمال حمة الهمامي تدوينة لنعي اللاعب الدولي السابق للنادي الصفاقسي والمنتخب الوطني التونسي حمادي العقربي الذي توفّي أمس الجمعة 21 أوت 2020 عن سن تناهز الـ69، في إحدى المصحات بمدينة صفاقس، بعد معاناة مع المرض.
وكتب الهمامي :
رحل السّاحر الموهوب إلى الأبد، الخبر هذه المرّة ليس إشاعة ولكنّه الحقيقة الصّادمة، حمّادي العقربي رحل، انتزعه الموت الغادر انتزاعا من بين أهله وأحبّته.
منْ لم يحبّ، بل من لم يعشق العقربي حتّى من أحباء الجمعيات المنافسة للنادي الصفاقسي التي كان الراحل الموهوب يرعبها بمهاراته وفنّياته العالية وبأهدافه القاتلة التي تخرج من يمناه كما من يسراه ومن أيّ موقع يكون فيه؟
لا أعتقد أنّ لاعب رياضة جماعيّة في تاريخ تونس، غير حمّادي العقربي، تمكّن من انتزاع تلك الدرجة من محبّة الجميع وتقديرهم، بلا استثناء.
من شيم العقربي أخلاقه العالية أينما كان وأينما حلّ. بشوش. طيّب. متواضع. يكره أن يناديه الأحبّاء "المعلّم"، متسامح، متحفّظ. يكره الأضواء.
ومن خصاله في الميدان أنه لا يكثر الكلام، ولا الاحتجاج، لا يحبّ التعليمات ولا الحصْر في المربّعات الضيّقة. اللّغة الوحيدة التي كان يتقنها هي ملاعبة الكرة كما يلاعب الساحر الماهر أفعى "الكوبرا" وهو يسخر منها. كان يتكلم كرة. ويعبّر كرة. كان فنّانا.
كان العقربي يتحوّل، أحيانا وفي الرّدهات الحرجة من مقابلات "الس اس اس"،إلى فريق بأكمله في الميدان، كان يتحمّل عبء المقابلة لوحده دون ضجيج ولا تذمّر ولا تشنّج ولا حنق على زملائه.
جئت إلى الجامعة التونسية في أكتوبر 1970، وشاء الحظ أن أسكن بالمبيت الجامعي بالمنزه الأول، على مقربة من ملعب كرة القدم بالمنزه.
كان الجميع يعرف أنني أعشق النادي الإفريقي، الفريق الوحيد الذي عشقت في حياتي. ولكنّ عشقي للنّادي الإفريقي لم يمنعني من التوجّه إلى ملعب المنزه كلّما كان العقربي "في اللعبة" سواء ضمن "الس اس اس" أو ضمن الفريق الوطني.