العنف في الدراما: شرّ لا بدّ منه؟
تعدّدت الإنتقادات لأغلب الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام بسبب منسوب العنف الذي تضمّنته، مما قد يشرّع للعنف في مجتمع يشهد حالة من الغليان، وفق ما يراه البعض فيما يعتبر آخرون أنّ ما تعرضه هذه الأعمال الدرامية يعكس الواقع. فإلى أي حدّ يمكن التسامح مع العنف في الدراما؟
في رمضان شو اليوم الثلاثاء 14 ماي 2019 طرحت هاجر التليلي موضوع العنف مع ضيفيها المخرج ربيع التكالي وسنيم بن عبد الله الباحث في علم الإجتماع.
وبالنسبة للمخرج ربيع التكالي tيعتبر أنّ شركات الإنتاج تطلب انجاز أعمال تجارية تضمن الكسب المادي من بينها العنف الذي يأخذ حيزا كبيرا، مشيرا إلى أنّ المشاهدين يقبلون أيضا على ذلك. كما يعتبر أنّ العنف يضفي لمسة من المصداقية لأنّه يعكس الواقع فنحن نجد هذا العنف في الأحياء الشعبية وفي الشارع عموما، وفق تقديره.
ولكن في المقابل يرى أنّه يمكن لوم المخرجين على طريقة الطرح بالنسبة للعنف والخطاب في الأعمال الدرامية.
أمّا المختص في علم الإجتماع سنيم بن عبد الله فيرى أنّ وجود العنف في الواقع لا يمكن تبرير حضوره المكثّف في الأعمال الدرامية وتغييب مظاهر ومواضيع أخرى في المجتمع.
وقال إنّ الدراما تستمد أشياء من الواقع لكن عندما يصبح العنف متعمّدا بمختلف أشكاله المادية والمعنوية وتغييب صور الحياة الأخرى والمواقف الإيجابية فإنّه يصبح أمرا مقلقا.
وإعتبر أنّ المشكل اليوم يكمن في إعلاء العنف في ظلّ وجود علاقة غير سليمة مع هذه الظاهرة وتعدّد أشكال العنف ضدّ مؤسسات الدولة.
وأشار إلى أنّه لا مانع من أن تعكس الأعمال الدرامية الواقع ولكن المشكل يكمن في أن يصبح العنف هو القاعدة.
وأضاف أنّ شهر رمضان يشهد اقبالا كثيفا من المشاهدين من مختلف الأعمار ولكن الإنتاجات لا تتلائم مع فئات المشاهدين المختلفة، كما أنّ كيفية تقديم العنف وتثمين نموذج البطل العنيف أصبح أمرا مزعجا في غياب نموذج يمثّل القيم الإيجابية لإحداث نوع من التوازن.
واعتبر أنّ الفنانين لهم مسؤولية مجتمعية في هذا الخصوص، مع ضرورة عدم المس من حرية التعبير.