كريم الثليبي: لم أتوقع النجاح الجماهيري لعرض 'تخيّل' في الحمامات..
أمام شبابيك مغلقة، أسدل الستار مساء أمس السبت 3 أوت 2024، على فعاليات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي، بعرض "تخيّل" لكريم الثليبي.
هي أوّل سيكودراما موسيقية تونسية، مقتبسة عن رواية "غدا.. يوم القيامة" للأديب محسن بن نفيسة ومن إنتاج مسرح أوبرا تونس.
ملحمة موسيقية فلسفية وتجربة فنية متفردة، جمعت بين محمد بن سلامة في قيادة الأوركستر السمفوني التونسي وإلياس البلايقي في قيادة كورال أوبرا تونس لتمتزج أصواتهم الدافقة بحناجر كل من محمد علي شبيل وهيثم الحذيري وصابر الرضواني و سيرين الهرابي و الفلسطينية ناي البرغوثي.
أصوات تعالت وصدحت في سماء الحمامات، على وقع ناي الموسيقي حسين بن ميلود تارة وأوتار كمان الفنان زياد الزواري تارة أخرى، لتسافر بالمشاهدين في رحلة إلى الذات وصراع الأضداد.
وعلى إيقاع الثنائيات المتواترة، القلق والجنون، الحرب والسكون، حضرت السينما بأسلوب لافت أضفى مزيدا من الجمالية على العمل، حيث تظهر مشاهد صامتة بطلتها الممثلة فوزية بدر بعدسة عبد الحميد بوشناق، بالإضافة إلى مشاهد أخرى من الواقع على غرار الأحداث التراجيدية في غزة.
وعبر الموسيقي كريم الثليبي في تصريح لموزاييك، عن سعادته بالمشاركة في حفل اختتام ستينية مسرح الحمامات الدولي، وأضاف: " لم أتوقع هذا النجاح الجماهيري للعرض كونه تجربة جديدة ومغامرة كبرى تجرأت على خوضها" وفق تصريحه.
وعن تداخل الفنون في سيكودراما "تخيل"، أكد كريم الثليبي لموزاييك أنه لم يتخوف من أن تسرق السينما أو الكوريغرافيا الأضواء من الموسيقى، "لأن الموسيقى جارفة للجسد، مدمرة للكون بل هي كون مشحون بالرمزية".
أمّا عن اختصار إسم العرض من "تخيل: غدا.. يوم القيامة" إلى "تخيل" ، نفى كريم الثليبي لموزاييك ما راج حول صنصرة إسم المسرحية حتّى يتم عرضها في مهرجان الحمامات الدولي، مؤكدا أنّ تغيير الاسم تمّ لأسباب تسويقية بحتة: "العنوان الأساسي طويل جدا وبكل بساطة قررنا اختصاره حتى يسهل الترويج للعمل"، على حد تعبيره.
وواصل كريم الثليبي حديثه عن عنوان المشروع الموسيقي، مؤكّدا أنّ "العنوان لم يزعج أيّ طرف! ونحن حريصون على التأكيد أنه مقتبس من رواية (غدا.. يوم القيامة) ولو كان كذلك لما دعمتها وزارة الشؤون الثقافية".
على صعيد آخر، تحدث كريم الثليبي لموزاييك عن التغييرات والاضافات التي طرأت على المسرحية ليتم تقديمها على ركح الحمامات، "بعد 7 أكتوبر تحتم علينا لقد إضافة الجزء المتعلق بفلسطين لأنها قضيتنا وأردنا أن نعبر عما بداخلنا وما نشعر به تجاه أشقائنا في غزة ببساطة ودون تكلف"، مضيفا "لسنا منعزلين عن العالم بل القضية جزء منا كتونسيين، وتحيا غزة!".
ولدى سؤالنا عما تخيله طيلة العرض، أكد كريم الثليبي في تصريح لموزاييك أنّ "الخطوة القادمة وحدها التي تسيطر على تفكيره! ماذا بعد (تخيل)؟"، معربا عن رغبته في الترويج للعمل خارج تونس وأن يمثل البلد في كل أسقاع العالم.
الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي من جهتها، عبرت لموزاييك عن سعادتها بالعودة إلى ركح الحمامات مرة أخرى بعد نجاح عرضها الخاص قبل 10 أيام، مؤكدة أن "الجمهور التونسي رائع ومميز بكل معنى الكلمة"، وأعربت عن امتنانها لدعم التونسيين للقضية الفلسطينية وحبهم لبلدها وما قدموه من أجلها.
واختتمت ناي البرغوثي مداخلها قائلة: "تشرفت بوجودي في تونس وشكرا من القلب على محبتكم لفلسطين".
وعبرت الممثلة فوزية بدر عن سعادتها لتقديم دور البطولة في عرض "تخيل"، مؤكدة أنّه "مشروع استثنائي وتجربة وجودية جميلة تنبش أعماق الإنسان وتلج إلى داخله"، مضيفة "غادرت الركح قبل نصف ساعة ولكن لا يزال وقع الموسيقى يسكنني!".
وعن تأثرها خلال متابعتها للعرض، قالت فوزية بدر لموزاييك: "لقد جلست بين الجمهور طيلة العرض، تابعته بتمعن شديد من البداية إلى النهاية وانغمست في كل تفاصيله حتى عادت بي الأحاسيس إلى يوم تصوير المشاهد السينمائية!".
واستطردت فوزية بدر: "لقد اعتكف بنا الموسيقار كريم الثليبي هنا، في دار سيباستيان، لمدة أسبوع ورفض أن نسمع الموسيقى المصاحبة للعرض حتى لا تكون تعابيرنا ردة فعل بل أراد أن تنبع الموسيقى من داخلنا دون اصطناع".
في سياق متصل، أكدت فوزية بدر لموزاييك أن هذه التجربة علمتها الكثير على المستوى الإنساني، حيث "خرجت من درجة السكون الى الفعل واثبات الفعل، وأصبحت قادرة على الرفض وأن أقول كلمة لا"، وفق تصريحها.
حبيبة العبيدي