languageFrançais

جعفر القاسمي: عرض 'درابو' ببنزرت تاريخي على جميع المقاييس

أمام شبابيك مغلقة، قدّم المسرحي جعفر القاسمي العرض الأوّل في تونس لـ "درابو"، وذلك إطار مهرجان بنزرت الدولي، أمس الثلاثاء 25 جويلية بمسرح الهواء الطلق، أمام أكثر من 12 ألف متفرّج من أطفال وشباب وكهول.. 

على الساعة العاشرة ليلاً، انطلق العرض على أنغام النشيد الوطني التونسي، وكانت "الدخلة" حاضرة في المهرجان وجسّدت الجماهير المتواجدة العلم التونسي على شكل مربعات صغيرة.

وسلّط جعفر القاسمي الضوء على عديد الظواهر في مجتمعنا، من خلال شخصيات كاريكاتورية، اكتشفنا من خلالها مقاربة بين تونس وفرنسا بطريقة ساخرة، أدخلت الجماهير الحاضرة في موجة من الضحك المتواصل.

وجسّد جعفر القاسمي الوطن في شكل حقل، يُنتج من الخير الكثير وخاصّة الغلال. ولكن أفضل الغلال يتم تصديرها للخارج. كما بعثت المسرحية بالعديد من الرسائل، على غرار الابتعاد عن تأثير مواقع  التواصل الاجتماعي، لأنّها مدمرة للأخلاق ومشجعة على الثلب وهدر الأخلاق والقيم. وأيضا تفادي المخدرات وكلّ ما من شأنه أن يذهب العقول، داعيا الأولياء إلى مراقبة الأبناء.

وتطرّق أيضا لصلة الرحم وبرّ الوالدين، وخاصّة الأم، واصفا إياها بأنّها الدّم الذي يجري في عروقنا والحضن الدافئ، وهي في النهاية الوطن. 

كما أشارت المسرحية إلى علاقات الجوار مع  ليبيا والجزائر، وذلك عبر تقليد لهجات هذه الدول وبعض الأغاني التي ترمز إليها، على غرار  "هذه ما شفتوهاش" من الجزائر وأغنية  "البسيسة من ليبيا وغيرهما.

وكرّم جعفر القاسمي العديد من القامات المسرحية مثل هشام رستم وعبد القادر مقداد والأمين النهدي ونصر الدين بن مختار، معبّرا في هذا الصدد عن عشقه الكبير للممثل الكبير حسين المحنوش.

وتقاسم جعفر الركح في جزء من العرض مع المنشط أصيل ولاية بنزرت نور خليفة، فقام بتقليد شخصية الممثل الراحل سفيان الشعري في  دور "السبوعي"، ثمّ اختتم نور تواجده بترديده للأغنية الشهيرة للنادي الرياضي البنزرتي التي تفاعل معها الجمهور الحاضر.

أكثر من ساعة ونصف من الضحك المتواصل، نقد فيها جعفر على المسرح التعليم والنقل والحرقة والغربة والمخدّرات والعديد من الظواهر في المجتمع التونسي مقارنةً بفرنسا.

ليكتمل العرض بوصية الجدّ الذي تقول: "إنت قطعة من العلم والعلم ما يكمل كان بيك والقطعة هذه أمانة بين يديك..".

وفي تصريحه لموزاييك، عبّر جعفر القاسمي عن فرحته واعتبر أنّ عرض بنزرت تاريخي على جميع المقاييس، ويرجع فضل ذلك لفريق الإنتاج على حرصه وإتقانه العمل.

وأكّد أنّ المسرحية تروي العشرية الأخيرة لجعفر القاسمي، وقال: "أنا درابو وانتي درابو وكلّ واحد يضرب على درابوه و لكن لازم نحترمو درابوات بعضنا".

نهى القيطوني