العنف متعدّد الأوجه المسلط على الشباب: تعبيرات فنية من الأحياء الشعبية
أطلقت منظّمة "إنترناشيونال آلرت" سلسلة من الإنتاجات الفنية، نفّذت بالشراكة مع شبكات شبابية من أحياء شعبية في تونس العاصمة، والتي تتناول مظاهر وتجارب العنف الذي يواجهه الشباب في المناطق المهمَّشة في تونس. وتتضمن هذه الإنتاجات فيلم وثائقي قصير "في عيونهم" من تأليف وإخراج هيفل بن يوسف بالإضافة إلى معرض صور فوتوغرافية وصور جرافيتي وأغنية راب.
وتعالج هذه الأعمال العنف بوصفه ظاهرة مركّبة ومتعددة الأوجه. وتستعرض العنف الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالإضافة إلى مظاهر أخرى على غرار الوصم أو العنف المُسلّط في أماكن العمل والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وفي هذه الأعمال يتناول الشباب أيضاً تردي خدمات النقل العمومي و التلوث.
وتتأتي هذه الإنتاجات في إطار مشروع التصدي للعنف بين وضد الشباب في الأحياء الشعبية والذي تشرف منظمة إنترناشيونال آلرت على تنفيذه في أحياء التضامن ودوار هيشر وسيدي حسين وفوشانة.
وذلك في إطار العمل على تعزيز الوعي المواطني والمؤسساتي بضرورة مناهضة العنف بأشكاله المختلفة وإلى دور الشباب في مناهضة العنف.
ويقول ابراهيم الماجري الشاب من فوشانة: "بلا شك، يواجه العمال في فوشانة حواجز إضافية تؤثر على مستويات التشغيل بسبب الصور النمطية السلبية للشباب الذين يعيشون في الأحياء المهمشة ". من فيلم في عيونهم.
وتعمل منظمة "إنترناشيونال آلرت" منذ سنة 2014 على دعم الحقوق الاقتصادية والإجتماعية وتعزيز مشاركة الشباب في الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية وإسناد آليات الديمقراطية التشاركية المحلية ومشاريع نموذجية في الإقتصاد الإجتماعي والتضامني. أظهرت كل الدراسات التي أنجزتها منظمتنا حول الشباب في المناطق الداخلية والاحياء الشعبية خضوع هذه الفئة الى أشكال مضاعفة من اللامساواة والعطوبة والتهميش.
وفي هذا السياق قالت مريم عبد الباقي، مديرة البرامج في منظمة إنترناشيونال آلرت في تونس: "تقدم هذه الاعمال لمحة عن ظاهرة العنف في المناطق المهمشة من خلال إنخراط شباب وشابات من أربع أحياء في سرد رأيهم في بعض الأعمال الفنية لتوثيق تجارب لم يتمّ توثيقها بشكل كافٍ حتى الآن".