languageFrançais

كيف نتعامل مع أبنائنا في فترة الإمتحانات؟

تنطلق يوم الإثنين المقبل فترة الامتحانات بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية أو ما يعرف بـ'' الأسبوع المغلق''، ويرتفع خلال أسبوع الامتحانات  الضغط النفسي سواء بالنسبة للتلاميذ ـو الأولياء مع سيطرة هاجس النتائج على أغلبهم.
 
يقول أخصائي الطب النفسي للأطفال الدكتور محمد نجيب المزغني إنّ الخوف من الامتحانات والتوتر الذي يصاحبه لا يشكلّ مصدرا للقلق إذا كان في مستوى محدود، وهو أمر عادي، وقد يشكّل على العكس من ذلك حافزا.. لكن إن زاد الضغط النفسي عن الحد فقد يعطي نتائج عكسية ومن الضروري الانتباه إلى هذه المسألة.

وأوضح في برنامج "صباح الناس"، الخميس 8 مارس 2024،  أنّ فترة الامتحانات هي فترة صعبة بالنسبة للجميع، أولياء وتلاميذ، ويتجاوز خلالها منسوب التوتر المستوى العادي له بكثير.. وقد يعود ذلك إلى ظروف الحياة الصعبة، واعتقاد البعض أنّ الدراسة والتحصيل العلمي هما باب النجاح الوحيد في الحياة.

ويؤكّد  الدكتور محمد نجيب المزغني أنّ التشدد المفرط للأولياء مع أبنائهم في الامتحانات والنتائج الدراسية قد لا يتماشى مع جميع الأطفال وقد يولد ذلك لدى البعض منهم انهيارا تاما خاصة مع الحساسية الشديدة لدى عدد منهم.

ويوضّح أنّ مصادر التوتّر عديدة بالنسبة للتلميذ إذ أنّ لديه انتظارات خاصة ولا يقبل  أن لا يكون متميزا خصوصا إذا كانت هناك مقارنات بينه وبين آخرين فذلك يرفع من الضغط إضافة إلى انتظارات الأساتذة والمعلمين، ويتملّك التلميذ الخوف من أن يخيّب آمال والديه والأساتذة.

أخطاء يجب تجنّبها 
يقول الدكتور محمد نجيب المزغني إنّ في فترة الإمتحانات يعمد معظم الأولياء إلى قطع الأنشطة الرياضية لأبنائهم، ويعتبر ذلك خطأ لأنّ الرياضة من شأنها أن تخفّف من الضغط النفسي خاصة أنّ عملية الحفظ تستهلك الكثير من ''الدوبامين''  ويمكن رفع الدوبامين بالرياضة.

من الأخطاء الأخرى التي يجب تلافيها هي التركيز على النتائج بل من الأفضل التركيز على المجهود، فمن الضروري  تثمين المجهود الذي يبذله الاطفال للتحسين من مستواهم وعادة ما يؤتي ذلك أكله وينعكس إيجابيا على النتائج.

ويشدّد الدكتور محمد نجيب المزغني على أنّ التركيز على الدراسة فقط ليس جيّدا بالنسبة للطفل، إذ من المهم الاعتناء بالجانب العاطفي فيه والحرص على معرفة إن كان يشعر بالإرتياح النفسي والطمأنينة، وأهميّته في حياة والديه، بقطع النظر عن نتائجه الدراسية. 

ومن المهمّ جدّا تعويد الطفل على العمل منذ الصغر بصفة مستمرة وليس في فترة الإمتحانات فقط، لأنّ استيعاب كم هائل من المعلومات في وقت وجيز غير ممكن وقد يرهقه.

وتابع ''يجب أن يكتسب الطفل عادة العمل بصفة يومية مثل  تلخيص الدروس التي تطرّق إليها في الفصل في اليوم نفسه وبالتالي يكون جاهزا للإمتحان دون بذل مجهودات جبترة في فترة وجيزة''. 

انتبه لهذه المؤشرات

وأكد الدكتور محمد نجيب المزغني ضرورة الإنتباه إلى بعض المؤشرات في سلوك  الطفل قبل الامتحانات بما يؤكد وجود قلق نفسي وخوف.

 ويرى بأنّ الانعزال واضطرابات النوم والتعرّق الشديد كلها مؤشرات عن التوتر من الامتحانات، وهنا يجب على الأولياء التحدّث إليه والاستفسار عمّا يخيفه، ويجب أيضا تنسيب أهمية الامتحانات وتحسيسه بأنه هو الأهم لديهما  وتشجيعه  والتعبير عن حبّهما له، مشددا على أنّ نظرة الوالدين للطفل مهمة جدا وتجعله مطمئنا.

وأكّد أنّه من الخطأ أن يصبح موضوع الحديث الوحيد والأوحد مع الأبناء مرتبط بالدراسة اذ لا يجعله ذلك في أريحية ويشعره بالضغط.