languageFrançais

زيت الزيتون البكر الممتاز بـ 15 دينارا.. ويُباع في هذه الأماكن

This browser does not support the video element.

كشف المدير التّجاري لديوان الزيت معزّ بن عمر، خلال استضافته في برنامج "صباح النّاس"، الأربعاء 13 ديسمبر 2023، أنّه بتعليمات من رئيس الدولة، تمّ وضع برنامج وطني للترويج الداخلي لزيت الزيتون، في ظلّ الارتفاع غير المسبوق للأسعار الناتج عن نقص الإنتاج.

وأوضح معزّ بن عمر أنّه بداية من الجمعة 15 ديسمبر 2023، سيتمّ الانطلاق في توزيع كمية من زيت الزيتون البكر الممتاز، وهو منتوج الموسم الحالي وخاضع لمراقبة مخابر الديوان الوطني للزيت الذي يضمن نوعيته وجودته.

وقال معزّ بن عمر إنّ هذا المنتوج سيكون متوفّرا بالمساحات التجارية الكبرى والصغرى والمتوسّطة في قوارير ذات سعة 1 لتر بسعر قدره 15 دينارا، مشدّدا على أنّه ستكون هناك متابعة لعملية الترويج من قبل وزارة التّجارة.

ودعا معزّ بن عمر المواطنين إلى تجنّب اللهفة، باعتبار أنّ الكميات المتوفّر لكامل البرنامج تُقدّر بـ 10500 طن والتي تمثّل ثلث الاستهلاك الجملي الوطني، مؤكّدا أنّ هذا البرنامج سيتواصل خلال شهر رمضان وبعده، مع إمكانية امتداده إلى الفترة الصيفية.

وزارتا الفلاحة والتجارة على الخطّ..

وكانت وزارتا الفلاحة والتجارة، وبتوصيات من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قد قرّرتا توفير كمية من زيت الزيتون البكر الممتاز المعلب في حدود 10500 طن في قوارير ذات سعة 1 لتر، وتعميم توزيعها على كامل تراب الجمهورية عبر المسالك التجارية المعمول بها في المجال بسعر تفاضلي قدّر بـ 15 دينارا للتر الواحد، وذلك ابتداء من 15 ديسمبر 2023.

ووفق بلاغ مشترك صدر عن الوزارتيْن بتاريخ 2 ديسمبر 2023، فقد تمّ ذلك إثر جلسات عمل بمقرّ وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري مع وفد من المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بحضور ممثّلين عن الوزارات المعنية (الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والتجارة وتنمية الصادرات والمالية).

رئيس الجمهورية ينتقد ارتفاع أسعار زيت الزيتون

ويُذكر رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان قد انتقد الارتفاع المسجّل في أسعار زيت الزيتون، خلال اجتماع جمعه بقصر قرطاج بتاريخ 18 نوفمبر 2023، بكلّ من وزير الداخلية كمال الفقي، ووزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي، ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب قزاح، كما حضر هذا الاجتماع، الرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت حامد الدالي.

وشدّد الرئيس على أنّ هذا الارتفاع غير مقبول مهما كانت المبرّرات، مبرزا أنّ تونس تنتج أفضل أنواع الزياتين في العالم وتحتل المراتب الأولى لأكبر غابات لهذه الشجرة المباركة.

وتابع قائلا: "لا يمكن القبول بأن ترتفع أسعار الزيت بهذا الشكل مهما كانت المبررات التي يحاول أن يقدمها البعض لإخفاء الاحتكار والتحيل على القانون، علما وأنّ الجزء الأكبر من صابة الزيتون موجه للتصدير، وأكثر من ذلك يباع بعد تعليبه في الخارج دون الإشارة إلى مصدره".

''ارتفاع أسعار زيت الزيتون يُرفّع قيمة الصادرات إلى مستوى قياسي''

والرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت حامد الدالي حسن كان قد أفاد في تصريح لموزاييك، بأنّ قيمة صادرات زيت الزيتون بلغت خلال الثماني أشهر الأولى من الموسم الفارط 2700 مليون دينار أيّ بنسبة 50% من الصادرات الغذائية و5% من الصادرات الجماعية للبلاد.

وأضاف أنّ هذا الرقم لم تبلغه البلاد من قبل، وقد تم تسجيله لأوّل مرة في تاريخها، وهو راجع أساسا لارتفاع أسعار زيت الزيتون بـ 50% مقارنة بالسنوات الفارطة.

وتوقّع أن ترتفع قيمة صادرات زيت الزيتون إلى 3000 مليون دينار في نهاية الموسم.

"الزيادة في حصة تصدير زيت الزيتون إلى الاتحاد الأوروبي تتسبب في خسائر كبرى لتونس"

وفي السياق ذاته، حذّر تقرير أعدّه المرصد التونسي للاقتصاد من زيادة حجم تصدير زيت الزيتون إلى الاتحاد الأوروبي سواء من خلال حاجة السوق الأوروبية او بطلب من المصنعين التونسيين، تضعف مداخيل البلاد وتندرج في اطار تمش حمائي لصالح المزارعين الأوروبيين.

وبيّن التقرير الصادر بعنوان "تصدير زيت الزيتون التونسي يغرق مصالح تونس"، بداية ديسمبر 2023، أنّ تصدير هذا المنتج الحيوي يضعف مداخيل البلاد، ملاحظا أنّ الصادرات التونسية تبقى رهينة الإنتاج الأوروبي وتهدف إلى تعويض التقلبات التي يسجلها وهي لا تلبي احتياجات التصدير لتونس، على حدّ تقديره.

وبلغت صادرات تونس من زيت الزيتون سنة 2022 حوالي 208 ألف طن، منها 87 بالمائة سائبة و13 بالمائة فقط معبّأة. وتمّ تصدير هذه المنتجات بشكل رئيسي إلى أوروبا وذلك بنسبة 66 بالمائة أين تخضع لإعادة التعبئة قبل إعادة بيعها بأسعار أعلى بكثير.

ويذكر أنّ الاتّحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، كان قد طالب بضرورة مراجعة الحصّة السنوية الممنوحة لتونس من قبل الاتّحاد الأوروبي وإزالة كلّ الحواجز أمام تصدير زيت الزيتون التونسي.

وأوضح أعضاء الاتّحاد أنّ نقص الاستهلاك العالمي لهذه المادة الهامة، لا تجعل من البلدان المنتجة لهذه المادة منافسين بل مكملين لبعضهم البعض في سبيل النهوض بهذا القطاع الحيوي، وأن الحواجز الجمركية وغير الجمركية لم تسهم إلا في ارتفاع ثمنه وتعيق عملية وصوله للمستهلك في العالم".