الحكم في تونس من بورقيبة إلى سعيّد.. كيف يقيّمه عياض بن عاشور ؟
حلّ عياض بن عاشور أستاذ القانون ورئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي تمّ إحداثها بعد الثورة، ضيفا على برنامج "جاوب حمزة'' للحديث عن كتابه الذي صدر حديثا ''أخلاقيات الثورة'' وأيضا عن الوضع السياسي الحالي في تونس وفترتي حكم بورقيبة وزين العابدين بن علي.
وعن فترة حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة قال عياض بن عاشور إنّه كان لديه فلسفة تحررية وكان له طموح لتحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية. ولكنه، حسب بن عاشور لم ينجح في تحقيق ذلك، وعرفت تونس في عهده ''انتفاضات كبيرة'' مثل أزمة الخبز والأزمة مع اتحاد الشغل، مضيفا أنّ بورقيبة كاد أن يخسر الحكم لقوة الاحتجاجات.
ويرى بن عاشور أنّه كان هناك عدم اتفاق بين فلسفة بورقيبة الليبرالية والديمقراطية والوسائل التي استعملها من خلال العنف والتعذيب والذي تواصل في عهد بن علي ويتواصل إلى يوم الناس هذا، وفق تصريحه.
وعن فترة حكم زين العابدين بن علي قال عياض بن عاشور إنّ المشكل الأساسي لبن علي أنّ النظام السياسي الذي اعتمد كان صوريا في ما يتعلّق بمسألة احترام الحريات والحرمة الجسدية، مضيفا أنّ " بن علي حاول التلاعب بالدستور كثيرا".
وقال إنّ تجربته سيئة على مستوى الوقائع والقانون، و"بعد الثورة حاولنا تنقية القوانين من الشوائب".
وبخصوص حكم النهضة فيعتبر ضيف "جاوب حمزة" أنّ المشكل الأساسي للإسلاميين (حركة) هوّ أنّهم لم يحسنوا التصرف في فوزهم الانتخابي، ولم تستطع الحركة وضع حاجز أمام طموحها السياسي.
وأشار إلى حدوث عدّة تجاوزات في علاقة الحركة بالمؤسسات والوظيفة العمومية والانتدابات واستعمال القضاء والتسرب إلى الجهاز الأمني.
ويعتبر أنّه نتيجة ذلك كانت النهضة سببا في احداث كراهية جماعية ضدّهم، وأنّ قيس سعيد عندما أخذ الحكم استعمل الكراهية.
وحسب بن عاشور فإنّ تونس بعد 25 جويلية خسرت ما تحقّق خلال الثورة خاصة على مستوى المكاسب السياسية وحرية التعبير، مشيرا أيضا إلى تدهور الوضع الإقتصادي والإجتماعي وما رافقه من ارتفاع في الأسعار وتدهور المالية العمومية.
استمع إلى الحوار الكامل في برنامج جاوب حمزة: