البحر في عالم ما بعد الكورونا، آفاق وتعاون دولي
عُقدت الدّورة الثّالثة من المنتدى العالمي للبحر - بنزرت في 15 جويلية 2020 في شكل مؤتمر افتراضي عبر منصة لها ميزة خاصّة وهو أنّها بمثابة عالم غامر يسمح بالتنقّلبين مساحات المنتدى ثلاثيّة الأبعاد. في شكل مشهد سينمائي حديث وتفاعلي، توفّر هذه المنصّة للزوّار والمتدخّلين في المنتدى فرصة للدّخول إلى المساحات ثلاثيّة الأبعاد المخصصّة لكلّفقرات المنتدى.
وتمشّيا مع التطوّرات التّكنولوجية واستجابة للانتظارات الجديدة المتأتّية عن جائحة الكورونا ، نجحت هذه الدورة من المنتدى في الجمع بين الإفادة والأهمّية والابتكار.
وقد لفت الحدث في هذه الدورة الفريدةمن نوعها انتباه عدد قياسي من المشاركين ومستخدمي الإنترنات، بمعدّل حضور افتراضي منالمتابعين بلغ 9000 مشاهدة للمنتدى بأكمله. كما اثار اهتمام مشاركين من جميع أنحاء العالم الذين تابعوا مختلف فقران المنتدى. و تتمثّل الدول العشر الأولى التي ولج منها مستخدمو الإنترنات إلى المنتدى تونس والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليونان والجزائر والمغرب وتركيا وإسبانيا وكينيا والسينيغال وغيرها...
وكانت المسألة الأساسية الذي مثّلتمحور تفكير ونقاش،وهي مسألة وجودية بديهية في مثل هذه الفترة : "ماذا عن البحر في عالم ما بعد الكورونا؟"
وقد ترأّس هذه الدّورة الثّالثة من المنتدى باسكال لامي، رئيس اللجنة الاستشارية للبعثة الأوروبية "صحّة المحيطات والبحار والمياه الساحليّة والدّاخليّة"، وقد قام بتنشيطها أساساأوليفيي بوافر دارفور، رئيس المتحف الوطني للبحرية الفرنسية ، وكذلك السفير الفرنسي في تونس.
ومن جانب السّلطات التّونسية ، قام المنتدى بدعوة شكري بن حسن وزير البيئة ومحمد قويدروالي بنزرت وكمال بن عمارةرئيس بلديّتها.
هذا وبالإضافة إلى رئيسة جمعيّة الموسم البحري الأزرق ريم بن زينة ومهدي بلحاج ، المراقب العامّ للمنتدى، بيتر طومسون ، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للمحيطات، ماريا غابرييل ، المفوضة الأوروبية للابتكار في البحث والثقافة والتعليم والشباب، جينيفيف بونس، نائب الرئيس والمديرة العامة لأوروبا بمعهد جاك ديلورز، بيتري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ايزيدرو قنزاليز، نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أحمد الصوالحي، مدير الاتحاد الأفريقي - المكتب الإفريقي للموارد الحيوانية ،ليتيسيا كارفيلو، رئيسة مديرية المياه العذبة والبحر ، في قسم النظام الإيكولوجي للأمم المتحدة،أرييل تروازي، رئيس اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية (التابعة لليونسكو) ، لاورا جوليانو، مديرة العلوم في CIESM، بول هولتوس ، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للمحيطات، جيل ليريكولي، رئيس المجلس البحري الأوروبي، فابيان جاك ، لجنة كوبرنيكوس الأوروبية، بافيل كابات، كبير العلماء الفخريين ، لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، خوانيو دانوبيتيا ، المدير العام لEMSO ERIC ، بيتر هيفرنان، سفير المحيطات في إيرلندا، عُلى عمروني، مديرة المعهد الوطني للعلوم والتكنولوجيا البحرية ، لورا اي فلامينغ، طبيبة وبائيات الأوبئة المتخصصة في البيئة ، ماريا كريستينا باديكيو ، رئيس المعهد الوطني لعلوم البحار والجيوفيزياء التجريبية ، خليل عطية ، مدير المركز المتوسطي للمحميات البحرية ذات حماية خاصة (SPA / RAC) ، جيروم بروش ، نائب رئيس الوحدة - إدارة مصايد البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ، المدير العام لشركة MARE ، محمد علي بن تمسّك ، مدير البيئة والنظم البيئية الطبيعية في وزارة البيئة ، باريس صالي أوغلو ، مدير معهد علوم البحار ، تركيا،زيقلاند قروبر ، رئيس وحدة البحث والابتكارلدى المفوّضيّة الأوروبيّة ، آلان ديدون ، سفير المحيط لمالطا ، مالك سماوي ، مسؤول برنامج (OPRC) في (REMPEC) ، فرانسوا جالجاني ، مدير المشروع في ايفريمار ،انتيديا سيتوراس ، مؤسسة سوفريدر، فرنسا ،منى قطاطة، رئيسة مصلحة القواعد البيانية وأنظمة المعلومات بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وشريف السماري،أستاذ بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، ونقطة إتصال مبادرةBlue Med بتونس.
وكانت الدّورة الثّالثة من المنتدى فرصة أيضًا لإطلاق أوّل مركز أبحاث دولي ، مخصّص للقضايا البحريّة العالميّة ، وهو النادي البحري الأزرق ، الذي يجمع بين مائتي ناشط وشخصيّة رئيسيّة من العالم البحري في القارّات الخمس.
هذا وقد نجح المنتدى الوفيّ لاختياره في أن يكون حاضنة حقيقيّة للمشاريع والمبادرات القادرة على بدء حركة نبيلة ، في استنتاج توصيات حقيقيّة وملموسة.
وتتمثّل أهمّ النّقاط التي يمكن أن نستمدّهامن العروض التقديميّة والمناقشات التي جرت خلال هذا المنتدى فيما يلي:
- الحاجة للتكيّف مع الوضع الاقتصاديّ العالميّ الجديد الذي سيتواصل فيه تأثيرجائحة الكورونا بحلول عام 2023 وحتّى بعد ذلك.
- تطبيق نماذج اقتصادية جديدة للبحر خاصّة وأنّ النّماذج الحاليّة أظهرت محدوديّتها بشكل خاصّ فيما يتعلّقبالحفاظ على البيئة.
- الدفع والتشجيع على تبادل المعلومات والبيّنات على نطاق دولي لتحديد تشخيص مشترك لحالة البحر.
- إرساء حوكمة جديدةللبحر مع مراعاة تحمّضه الحالي، وتجديد نطاقه البيولوجي، والاستغلال الرشيد لثروته من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
- البحث عن حلول أفضل لتنظيف البحر وإيقاف مصادر التلوّث الأرضيّ المتأتّية من السّواحل.
- الالتزام بحوارعالمي ومستمرّ حول القضايا الساحليّة والبحريّة الكبرى من خلال إنشاء النّادي البحري الأزرق الجديد والمتميّز.
و بمثل هذه التوصيات أُسدل السّتار على هذه الدّورة الثّالثة من المنتدى، ولكنه بالتأكيد لا ينوي التوقف عند هذا الحد. لذا نأمل أن نراكم السنة القادمة ، مع مواضيع جديدة ، دائمًا في صلب موضوع الاقتصاد الأزرق المستدام وبمشاركة تمثيليّة من جميع أنحاء العالم.
للمزيد من المعلومات الاطّلاع على الموقع : http://forumdelamerbizerte.com/