أمّنته استخبارات روسيا 'خوفا من الخيانة'.. الساعات الأخيرة للأسد بدمشق
كشف مصادر في الكرملين لوكالة "بلومبرغ" الإخبارية تفاصيل جديدة عن الترتيبات المتعلقة بمغادرة الرئيس السوري السابق بشار الأسد بلاده، تزامنا مع تقدم المعارضة السورية نحو دمشق، بترتيب من روسيا عبر قاعدة جوية روسية.
ووفق المصادر ذاتها، فقد أقنعت موسكو بشار الأسد بمغادرة البلاد، بعد تأكّدها من خسارته أمام ''هيئة تحرير الشام".
وقالت 3 مصادر مطلعة على أحداث الساعات الأخيرة التي عاشها النظام السوري السابق في دمشق، رفضت الكشف عن هويتها، لـ"بلومبرغ"، إن الكرملين عرض على الأسد وعائلته ممرا آمنا شرط المغادرة على الفور، وهو ما حدث بالفعل.
وأضافت المصادر أنّ الاستخبارات الروسية نسّقت عملية المغادرة، حيث رحل الأسد إلى موسكو من قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري.
غادر بكل سرية خوفا من الخيانة...
من جانبها، أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية، بأنّ بشار الأسد غادر دمشق على متن طائرة خاصة، دون أن يعلم أيّا من مستشاريه "خوفا من الخيانة"، وأن طائرته توجّهت مباشرة نحو قاعدة حميميم، ومنها إلى موسكو على متن طائرة عسكرية روسية.
وكانت تقارير صحفية روسية، قد أشارت في وقت سابق إلى أن الكرملين منح الأسد وعائلته حق اللجوء السياسي "بشروط إنسانية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية، إن "أمن الأسد داخل روسيا يظهر أن الأخيرة تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي".
وقال عسكريون روس لـ"بلومبرغ"، إن سبب مساعدة روسيا للأسد على الفرار "كان قائما على مخاوف بشأن قواعدها العسكرية في المنطقة، وهي القواعد الوحيدة خارج البلاد".
وأفاد تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر"، بأن موسكو سحبت سفنها الحربية من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس على الساحل السوري بعد فرار الأسد، بينما لم يسحب الجيش الروسي.
الساعات الأخيرة في القصر الجمهوري...
أما بخصوص الساعات الأخيرة التي قضّاها في دمشق، فقد تحدّّثت تقارير إعلامية نقلا عن القيادات العسكرية والأمنية التي ما تزال داخل الأراضي السورية، عن أنّ بشار الأسد رفض إلقاء خطاب التنحي عن السلطة بعد تسارع الأحداث، فغادرت قيادات الجيش والأفرع الأمنية من ضباط ومسؤولين من دمشق إلى منازلهم في القرى، خوفا من عمليات تنفيذ اغتيالات.
وكشفت أنه في الليلة الأخيرة قبل سقوط النظام تم حل الجيش بأوامر منه في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد 8 ديسمبر،، ووصل الأمر إلى القطعات العسكرية عبر اللاسلكي بحل الجيش وخلع البزة العسكرية وارتداء اللباس المدني ومغادرة القطعات والثكنات العسكرية.
كما طالب الأسد في تلك الليلة من حراسه الشخصيين إحضار ابنه الثاني كريم الذي كان يُرمز له بالرقم (35)، من المنزل إلى القصر الرئاسي، فيما كانت زوجته أسماء برفقته قد عادت من روسيا قبل يومين، وكان ابنه الأكبر حافظ وابنته زين في روسيا منذ أشهر، والعاشرة ليلا، وصلت قوة روسية خاصة القصر الجمهوري، وكانت مهمتها إخراج الأسد وعائلته إلى روسيا، متجهين بداية إلى قاعدة حميميم، حيث بقيت الطائرة لوقت قصير هناك قبل أن تغادر إلى موسكو، وتكفلت هذه القوة وفق المصادر بنقل ممتلكات الأسد الخاصة، وكل مقتنياته الثمينة وما أراد إخراجه من وثائق هامة معه، قبيل عملية الهرب.
(وكالات بتصرّف)