languageFrançais

لماذا لا تستطيع القوى الكبرى في العالم وقف الحرب في الشرق الأوسط؟

لماذا لا تستطيع القوى الكبرى في العالم وقف الحرب في الشرق الأوسط؟ سؤال طرحته اليوم صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعد امتداد العدوان الإسرائيلي من غزة إلى لبنان و استمرار الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل في ظل جهود عالمية غير فعالة لوضع حد لآلة القتل هذه .

بعد قرابة السنة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واضطراب الوضع في الشرق الأوسط أظهرت القوى الكبرى عجزا ليس فقط في وقف القتال بل حتى في التأثير عليه وهو فشل يتسبب في اضطراب العالم خصوصا بعد اغتيال حسن نصر الله و تسابق الغرب اليوم لتجنب الكارثة، حسب مقال صحيفة نيويوك تايمز الأمريكية بإمضاء روجر كوهين  كاتب وصحفي بريطاني أمريكي .

مهما كان رئيسها ..فأمريكا لن تتخلى عن إسرائيل

لسنوات عديدة، كانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على ممارسة ضغوط بناءة على كل من إسرائيل والدول العربية ونجحت في السابق في التوصل إلى اتفاقيات لكن العالم تغير اليوم و تغير أعداء إسرائيل على غرار حماس و حزب الله المصنفان كمنظمات إرهابية ما يجعلهما بعيدان عن متناول الديبلومسية الأمريكية كما ضعفت قدرة أمريكا في التأثير على إيران.

تقول الصحيفة إن الولايات المتحدة بنت مع إسرائيل تحالفا استراتيجيا و سياسيا قويا يحول دون قدرة واشنطن على خفض تدفق الأسلحة على حليفتها رغم سفك الدماء  و مهما كان الشخص الذي يرأس أمريكا فإن البلاد  ليست على استعداد للتخلي عن إسرائيل.

قوى إقليمية تخشى مواجهة إسرائيل

بقية القوى ظلت متفرجة, فالصين ليس لديها أي مصلحة في ارتداء عباءة صانع السلام, وروسيا لديها ميل ضئيل للمساعدة و لا تسعي حاليا لتوريط أمريكا في مستنقع الشرق الأوسط قبيل الانتخابات الرئاسية التي من المحتمل أن يفوز فيها دونالد ترامب الراضخ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب وصف الصحيفة.

ومن بين القوى الإقليمية لا يوجد أي منها قوي بما يكفي أو ملتزم بالقضية الفلسطينية يدفعه لمواجهة إسرائيل عسكريا. حيث  تتوخى إيران الحذر لأنها تعلم أن تكلفة الحرب الشاملة قد تكون إعلانا لنهاية الجمهورية الإسلامية وتخشى مصر تدفقا هائلا للاجئين الفلسطينيين على أراضيها وتسعى المملكة العربية السعودية إلى إقامة دولة فلسطينية، لكنها لن تضع حياة السعوديين على المحك من أجل هذه القضية.

نيويورك تايمز تقول إن ما وقع في 7 من أكتوبر كان تتويجا لتلاعب القادة العرب والإسرائيليين بالفلسطينيين الراغبين في إقامة دولة .

مجلس الأمن الدولي مصاب بالشلل بسبب حق النقض الأميركي على القرارات المتعلقة بإسرائيل ويواصل العالم الاستماع الي أمين عام الأمم المتحدة حول ابادة الشعب الفلسطيني وهي كلمات تتردد في الفراغ .

مؤسسات دولية عفا عليها الزمن
التفكك في النظام العالمي حال دون اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الحرب فلا يوجد إجماع عالمي على الحاجة إلى السلام أو حتى وقف إطلاق النار.

الخلاصة هي أن المؤسسات التي وجهت العلاقات الدولية وحلت المشاكل العالمية منذ منتصف القرن العشرين لم تعد قادرة على معالجة مشاكل الألفية الجديدة  بعد أن أصبحت غير فعالة وغير متناغمة مع العصر، و عفا عليها الزمن .