من سيخلف هنيّة في قيادة حماس؟
في آخر ظهور له قبل استشهاده على يد الكيان الاسرائيلي الغادر، وخلال لقائه بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، "هكذا هي الدنيا، يُميت ويُحيي ويضحك ويبكي.. الله سبحانه وتعالى يحيي ويميت ".
وتابع : "هذه أمة خالدة ومتجذرة، وكما قال الشاعر "إذا غاب سيد قام سيد".
وبعد استشهاده، تحدّثت تقارير إعلامية عن أنّ شخصا واحدا من بين أسماء قليلة ستؤول له القيادة في هذا الوقت الصعب.
ونقل موقع ''القدس العربي''، أنّ حماس ستتّجه للاختيار من بين ثلاث شخصيات لتولي منصب رئيس المكتب السياسي، لشغور منصب نائب رئيس الحركة، منذ اغتيال الشيخ صالح العاروري في بدايات شهر جانفي من العام الجاري، في هجوم بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وعلى الأرجح، سيُجري الاختيار من بين قادة فروع الحركة في هذا الوقت، وهم خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، أو يحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة، أو زاهر جبارين، الذي يتولى حاليا قيادة حماس في الضفة الغربية خلفا للشيخ العاروري.
وبحكم التركيب التنظيمي لحماس، فإن هؤلاء يتولون في الوقت الحالي أعلى المناصب القيادية في الحركة، وهم أيضا من ضمن المكتب السياسي.
وخالد مشعل، مواليد بلدة سلواد بالضفة الغربية يوم 28 مايي 1956، وكان له دور في تأسيس حركة حماس، وقد انتخب عام 1996 رئيسا للمكتب السياسي، وظل في هذا المنصب حتى تولاه هنية في عام 2017، وكان له دور كبير في تأسيس مجموعات الحركة خارج فلسطين، ونجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الأردن عام 1997، ويتمتع بحضور قوي داخل حماس، كما أنه من الشخصيات القيادية المعروفة في الحركة على المستوى الإقليمي والدولي، وانتُخب في رئاسة الحركة بالخارج في آخر انتخابات أجرتها حماس عام 2021.
أما يحيى السنوار، المولود يوم 29 أكتوبر 1962، بمخيم خان يونس للاجئين، فهو رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وجرى اختياره في هذا المنصب أول مرة في انتخابات الحركة عام 2017، كما تم انتخابه مرة ثانية في عام 2021، وعمل سابقا في تأسيس الجهاز الأمني للحركة مع بداية انتفاضة الحجارة، قبل اعتقاله من قبل جيش الاحتلال.
أما الشخصية الثالثة فهو زاهر جبارين المولود في 1968، بمدينة سلفيت في الضفة الغربية. انضم لحركة حماس مع بداية تأسيسها، ويعتبر من مؤسسي جناحها العسكري في الضفة، وقد اعتقل عدة مرات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وما بعدها، وكان مسؤولا عن عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في التسعينات، واعتقل في عام 1993، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقد أطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى التي عقدتها حركة حماس مع إسرائيل عام 2011.
غير أن الوقائع على الأرض، ربما تدفع باتجاه أن يتولى خالد مشعل رئاسة الحركة لاعتبارات عدة، أولها بحكم توليه المنصب سابقا، وكذلك بسبب الظروف التي يعيشها قطاع غزة، والتي تصعب مهمة تولي المنصب من قبل يحيى السنوار، المختفي عن الأنظار منذ بداية الحرب، وبحكم أن جبارين يتولى منصب قيادة الحركة في الضفة بديلا عن الشيح العاروري.
ومؤخرا ظهر مشعل إلى جانب هنية في لقاء عقد قبل أيام بين قيادة حركة حماس وقيادة الجهاد الإسلامي، حضره الأمين العام زياد النخالة ونائبه محمد الهندي.
وقد حافظت حركة حماس منذ انتخاب هنية رئيسا لمكتبها السياسي، على أن يكون متواجدا خارج المناطق الفلسطينية، لتسهيل مهام تنقله ومشاركاته الخارجية في الزيارات التي تنظمها الحركة للعديد من الدول، وللمشاركة في المؤتمرات أو في الاجتماعات واللقاءات التي لها علاقة بالملف الفلسطيني، وعلاقات الحركة الخارجية، وهو ما يرجح اختيار مشعل لهذا المنصب.